قال
المتنبي :
أُغالبُ
فيكَ الشَّوقَ والشَّوقُ أغلبُ__وأطلبُ منك الوصلَ والنَّجمُ أقربُ
معارض
بعنوان :
جفاء
__________________البحر الطَّويل
ألا
إنَّ كُلَّ الفضلِ للفضلِ مُسعِدُ ___إذا كانت النِياتُ فيها المُحَبَّبُ
ومن
كانَ مثلَ الزَّيتِ يطفو فلا أرى___ له فضلَ أفعالٍ على من يُجرِّبُ
لقد
مرَّ عامٌ .... والجفاءُ مُغَلِّفٌ ___ ولم يبدُ إلاَّ ما أرادَ المُغيَّبُ
..........
ألا
إنَّ قلبَ المرءِ قد يحملُ الضَّنى ___ إذا كانَ مِن أغرابِ قومٍ تغرَبوا
وتاهت
بهم دنيا المودَّةِ أو قضى ___ فراقٌ على كُلِ الأحبّةِ يندُبُ
فلا
لومَ من عُتبٍ .... تقاطرَ للَّذي ___ جفا جفوةَ الأحبابِ ممَّن تسرَّبوا
..........
أفي
كُلِّ معروفٍ أراهم بصدِّهم ___ تعالَوا كأنَّ الحقدَ فيهم يُعَذِّبُ !!
إلى
أيِّ حدٍّ قد مضى شرُّ حاسِدٍ ___ يُعادي على ما ليسَ فيهِ المُكَذِّبُ
ومن
كانَ في حرصٍ يُلازمُ شُحَّهُ ___ يرى الغُنمَ في أيِّ المغارِمِ يطلبُ
..........
ومن
كانَ في شوقٍ لأيِّ غنيمةٍ ___ تهدُّ كيانَ المرءِ منها وتركبُ
فقد
باءَ بالرَّفضِ الَّذي هو كائنٌ ___ بأوصالِ من في القلبِ إن فيهِ تُقلَبُ
تركنا
لك الدُّنيا فخُذ من ترابِها___ بما تستطيعُ الحَملَ قد لا تُؤّدَّبُ
...........
إذا
كُنتَ مسلوبَ الإرادَةِ لن ترى ___ شقاءً بأحمالٍ .... تتيهُ وتنهَبُ
وإيَّاكَ
مِنْ حِبٍّ عفيفٍ تظُنُّهُ ___ كمثلِ الَّذي قد قصَّرالخطوَ يلعبُ
وجادَ
بوصلٍ للَّذي كانَ بُعدُهُ ___ تَجاهُلَ مَن أدَّى حقوقاً تُقرِبُ
..........
فهل
من حنين والطِّباعُ تَخُونُهُ ؟___ وتزجي لهُ همًّا .... يكادُ يُشيِّبُ
ألا
من حياةٍ ليسَ فيها مُبًغِّضٌ ___ إلى كُلِّ محبوبٍ .. ببُخْلٍ يُعَذِّبُ
وينأى
بخيرٍ ما لهُ من مُشاهِدٍ ___ وَيَحصُرُ أوهاماً .. بصدرٍ تُشَقلِبُ
..........
ألا
لا تقاطعني فإني مُجَرِّمٌ ___ قطيعةَ أرحامٍ ... لها من يُخَبِّبُ
ففي
الودِّ ارتالٌ تَجُرُّ مُخالِفاً ___ لشرعٍ وللأحبابِ منها .. تَحَجُّبُ
وظلمٌ
يديمُ الهجرَ من غيرِ زلَّةٍ ___لمن قد تناءى عن وصالٍ ويعزُبُ
..........
وذو
العقلِ لا يشقى ببُعدٍ وقُربُهُ ___ بأوجاعِهِ يُلقي عليهِ ... ويهرُبُ
وصدقٌ
لودٍّ قد يُعينُ على النَّوى ___ وودٌّ كذوبٌ إن أتانا .. يُخرِّبُ
وإنِّي
لأنسى من يكونُ ودادُهُ ___ لأطماعِ نفسٍ إن قضاها يُجَنِبُ
..........
سأحيا
مع القلبِ الخليِ براحةٍ ___ ففي وحدةٍ من خالِقٍ ... أتقرَّبُ
سلامٌ
على من عاشَ يهدي أحبَّةً ___لكُلِ خصالِ الخيرِ إذ كانَ يُنسَبُ
أُصلي
على الهادي إذا الشَّمسُ أشرقت___على الكونِ في حُبٍّ تميلُ وتغربُ
...........
سأدعو
بِكُلِّ الخير يا من تعدُّنا ___- ومن جفوةٍ -أعداءَ مَن ضمَّهُ أبُ
وأصبو
لتحقيقِ المُنى .. كمجاهِدٍ ___ لشيطانِ نفسٍ لا أبالَكَ يَخطِبُ
صلاةً
.. وتسليماً .. عليكَ .. نبيَنا ___ بأعدادِ مَنْ صَلَّوا إذا لاحَ كوكَبُ
...........
السَّبت
26 ربيع الآخر 1439 ه
13 يناير 2018
م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق