الجمعة، 5 يناير 2018

من الريــــف انحدر ... بقلم / محمد مدحت عبد الرؤف

من الريــــف انحدر ...
و إلى المدينة قــد حضــر ...
يبحث عن مسكن يأويـه و أخيــراً عليــه قد عثــر ...
على حجــرة على سطح عمـارة شعبيــة ...
تنحــدر إلى منطقــة عشوائيــة ...
و لضعــف حالتــه الماديــة ...
و التحاقه بـ السنــة الجامعيــة ...
و كان هناك بـ العمــارة تسكــن فتــاة ريفيـة ...
جميلــة الملامــح و القــوام و عيونهــا عسليـــة ...
لكنهــا سليطــة اللســان لا بـ ملبسها معتنيّـــة ...
لـم تلمسهــا يـــد الحضــارة المنوطة بالبشريـة ...
لـم يشغـل بالـه سـوى محاضراتــه بـ الكليـــة ...
لا علاقــة لـه بـ مَن حولــه من الزميــلات الراقيــة ...
و يــــوم تشـــــمم رائحــــة دخـــان ...
و كــأن حريـــق شــب فى المكان ...
فـ راح ينظـــر ماذا جرى و كــان ...؟
فـ إذا بـ البنـــت تشعــل الأفــران ...
فـ صـرخ فى وجههــا لـ رائحــة الدخــان ...
و صرخــت هى الأخــرى بـ وجــهه كمــان ...
و الغضـــب ملـــئ الوجهـــان ...
فـ تـراجــع لـ غرفتــه غضبــان ...
و بعد فتــرة دق البــاب فـ فتــح
فـ إذا بـ الفتــاة تعطيــه حُلـــوان ...
فطيــرة ساخنــة عربــون صلــح
فـ تبسّــم ضاحكــاً و أخـذهــا للصلــح عنــوان ...
و دارت و مـــرّت الأيـــــــــــام ...
و تقابــل معهــا حين صعــوده و ألقــى السلام ...
فـ أخــذ يفكــر و يريــد معــها أن يبــدأ بـ الكـــلام ...
لكنــه يعلــم أسلوبها فـ لا يريــد عليها أن يُـــلام ...
و فى يوم سمــع البــاب قــد دق ...
و أحـس كـأن قلبــه ذاب و رق ...
فـ إذا بهــا تقــول والدى مريــض
أنظـر ماذا بــه ألَـــمّ ...
فـ هــو يتوجــع و يـ تـألّــم ...
فـ أحضــر لـه مُسكِن للألــم ...
فى أول لقاء كان بينهــم ...
أحس بأن الفتــاة بــه تهتـــم ...
و صـــار ما بينهــم من فَهــم ...
حتى أتــى عليهــم شهــر الصـوم ...
فـ وجدهــا آتيــة بـ آنيــة عليهــا فطــور ...
بهــا مـالــذ و طــاب فـ كان لعطيتهــا شكــور ...
حتــى جـــاء العيـــــــــــد ...
و سمــع أصـــوات زغـاريــــد ...
فـ علِــم أن بن عمهــا جــاء خطيـــب لهــا ..
فـ أحضــرت لـه الحلــوى و شكـرهـــا ...
و قــال مبـــــروك لهـــــــا ...
يـا بخــت العريس بـ حلاوتــك و جمـالــك
قالــت لـه : أنــا حلـــوة إمــال بنــات الجامعــة إيــه ؟
فـ قــال : جمــال تخفيـــه الزينــة و الزواق ...
أمـا جمـــالك طبيعــى و هـا هـو لــى راق ...
حتـى رآهــا بـ نفسهــا اهتمت ...
و بـ ملبسهـــا تغيّـرت و تهنـدمــت ...
و أصبحــت أنثــى طبيعيــة حيـن تبسمــت ...
حيــن شغلهــا نظـراتــه ...
و مـا يقــوم بـه مِـن اهتماماته ...
مِـن جرعــات معســول كلمـاتـــه ...
نـاعــم فى عطـاءاتــه ...
و فـى يــوم عنـد عودتـه ...
سمــع طبــل و زغـاريـــد و زينــة أفــراح ...
فـ عـرف ان حبيبتــه تـزوجــت
و رجعــت بلدهــا فى الصبــاح ...
و لــم يـراهــا ثانيــة و راح ...
يفكــر بـ دراستـه التى
أهملها حين انشغل
بـ حــب الفتــاة و بـ الكــاد
لاقـــى النجــــــــــــــاح ...
قصــيدة قصصيـــة ...
بقلم .. محمد مدحت عبد الرؤف

Mohamed Medhat

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

{{ سجال بعنوان الهجر }} ...بين الشاعر / إيهاب طه و الشاعرة / سماح نبيل

  {{ سجال  بعنوان الهجر }}  ...بين الشاعر /  إيهاب طه  و الشاعرة /  سماح نبيل   و الذي أقيم بمجلة نبض القلوب الالكترونية مساء يو...