
في بستان الطفولة
أتجول لقطف عناوين براءة
الملم مفاتيح الصدق الضائعة
هناك براعم مقيدة تود الإطلاق
هناك إعلان صارخ يجوب مخيلتي
هناك عالم مقهور ومأسور يصفعني
هناك صراخ وعويل بين جنبات ارضي
هناك جراح تطالب الهروب من قيودها
في عالم الأطفال ألف حكاية تائهة تصرخ
تمضغ السراب وتطويه علك من الفراغ المر
تكوي الجلد مع العظام السوداء تلك الأوجاع
وتستصرخ الأنات بأعماق الصدور المغلقة للتحرر
الكل يصافح العذاب ليمر على زوغة النزاع
الفاضح
الكل يلهث وراء التشرد للاحتضان الأعمى ليطبق
عليه
وصف من سرد لطفولة العروبة التي أصبحت مهمشة
بذلهم
نتقلب الصفحات وهي هي تلك السطور المسطورة
عليها فزع
هنا قتلت أمي هنا تمزق أخي هناك اغتصبوا
الحرية فاندثرت
بين الركام وجد أبي معلق مشنوق بنصف جسد محروق
جاف
تلك حقيقة يا سادة وليست خيال قاص أو شاعر أو
هاوي فر
مكتوبة على جدران وطني الجريح طفولتنا لكل الأعوام
نكسه
لن يمحيها الزمن ولا القدر من شدة الألم الفظيع
الذي مورس
في أنواع التعذيب والتنكيل فماتت البراعم
وتهشمت زهورها
كسرت العظام وطحنت إلى فتات للعثث عبث من
الطغاة نحر
لن تؤول إلى لملمة أدراجها ولا بكل قوالب
تجبير لجبص تجبر
ستبقى نائحات عيون أمتي من الخزي والعار إلى أن
تتفانى
ستوسم بالهزيمة طالما أنها تفرقت عن جمع
صفوفها وتناحرت
الآن الآن تذرف الحروف الدموع وتصهل الخيل
النواح قهرها
الآن تنكس الأعلام وتكسر السيوف والرماح
والحراب والنشاب
وخارطة وطني تمزق الى فتات وتذرى مع العواصف
الهوجاء
سيتقاسم الغرباء ثرانا وسنبقى مصلوبين على
منافذ الطرقات
حتى يولد فجر الوحدة تسكنون عوالم من التمزق
في حالكم
لكن تذكروا بان عيون التاريخ تصوركم وانتم
ضعفاء مهزومين
فربما تهديكم الأقدار الاستفاقة من غيبوبتكم
وتدون نصر ما
الشاعر
د . عيسى نجيب حداد
رحلة العمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق