اللِّسان ... بقلم الشاعرة / زكيَّة أبو شاويش

اللِّسان ___________البحر الوافر

لسانُ المرءِ حافظُهُ حصيفٌ___يداري ما علت منهُ البطونُ

فلفظٌ قادَ مأفوناً لحتفٍ ___ ونطقٌ بالسَّعادةِ .. قد يصونُ

قضاءُ المرءِ موكولٌ بنطقٍ ___فلا يجني عليكَ كما الجنونُ

تباعَدَ كُلُّ مقرونٍ بعقلٍ ___ عن الواشي بأزمانٍ تخونُ

فلا حقٌّ يُنالُ بغيرِ عِلمٍ ___ لكلِّ دقائقٍ ... لو ما تهون

وما عادَ السلامُ بأرضِ قومٍ ___تجاهلَ بعضُهم شرفاً يمون

ومن كانَ الحياءُ لهُ طريقاً ___ فقد تخفى حقوقٌ يا حنونُ

بتأجيلٍ تضيعُ بِهِ وتُنسى ___ إذا كانَ الغريمُ لهُ حصونُ

وليسَ من الحياءِ ضياعُ حقٍ ___فذا خَوَرٌ . وحاقَ بِهِ طُعُونُ

إذا لم يُقضَ حقٌّ من لسانٍ ___ بنطقٍ صائبٍ ، صالَ المنونُ

فعش بالحلمِ في أشرارِ قومٍ ___وغادرهم بقلبٍ .. لا يهونُ

فكم جارَالزَّمانُ على عفيفٍ___سقى بالعمرِ ماتهوى السُّجونُ

وما في الكونِ إخلاصٌ لشرٍّ___ كإخلاصٍ لما يهوى البنونُ

بتركِ الأُمِّ من وهَنٍ تعاني ___ ليتبعَ ما جرت فيها الظُّنونُ

وينسى من لهُ فضلً عليهِ ___ وإن جارت على أهلٍ سنونُ

فتجريحٌ بألفاظٍ .... يليها ___ بقطعٍ حبلَ مَن تَصِلِ الشُّئونُ

عيونُ الحقِّ يطمِسُها بِظُلمٍ ___ ويسبقُ مَنْ دنا دمعٌ هتونُ

وفي غضبٍ لهُ لفظٌ بذيءٌ___ يُتَرجِمُ طيشَهُ .. ولهُ مُجون

وفي قَسَمٍ سيُمضي كُلَ نُصحٍ___وفي رَكْبِ الهوى لامٌ ونون

لسانُ الصِّدقِ يحثو كُلَّ خيرٍ___ ولا خيرٌ بكذَابٍ ... يخونُ

فصلِ على النَّبيِ بلا وضوءٍ___ فلا عددٌ لكثرتِها .. يكونُ

..........

الإثنين 5 جمادى الآخرة 1439 ه

22 يناير 2018 م

زكيَّة أبو شاويش _ أم إسلام