زادُ المعاد : ( من ميادين السجال)
( إذا عاشَ الفتى ستين عاماً
فنصفُ العُمرِ تمحَقُهُ الليالي)
فبشرى للتقيِّ بطولِ عُمرٍ
يمُدُّ لهُ بعمرٍ ذو الجلالِ
فخُذْ يا صاحِ من دنياكَ زاداً
برحلتكَ الطويلةِ للسُّؤالِ
ولا تركنْ لحالٍ أنت فيها
دوامُ الحالِ فيكَ من المُحالِ
تطولُ الدّربُ والسّارون شدّوا
إلى الأُخرى رحالاً لارتحال
ظلامُ القبرِ يُرهقُ ساكنيهِ
وليسَ ينيرُهُ ضوْءُ اللّيالي
فلا قمرٌ هناكَ ولا نجومٌ
وما في القبرِ مصباحُ يُلالي
تنيرُ القبرَ أعمالٌ صِحاحٌ
وزيتُ سراجهِ طيبُ الفعالِ
فمن أعطى لهذا اليومِ حقّاً
سيحمدُ بعدهِ حُسنَ المآلِ
فلا جاهٌ لديكَ ولا قبيلٌ
ولن تلقَ النّعيمَ بِبَذلِ مالِ
فسبحانَ الذي يهدي فيحمي
نزيلَ القبرِ من سودٍ ثقالِ
فهل تقضي الحياةَ بغيرِ رُشدٍ
وتصحو عند حشرجةِ الزّوالِ
وتخدعُكَ الحياةُ بما أفاضتْ
عليكَ من المباهجِ والدّلالِ
فقُلْ للغافلينَ قد استناموا
عنِ الأخرى بجهلٍ وانحلالِ
وما لكمُ عن اللُّقيا اعتذارٌ
مقامُ الحقّ في الفردوسِ عالِ
فمن صدقَ الإلهَ وبَرَّ عهداً
فماتَ على العبادةِ والكمالِ
سيُنزِلُهُ من الجنّاتِ نُزْلاً
يَعزُّ بهِ ، ويندَمُ ذو التعالي
حسن كنعان / أبو بلال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق