الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

الفراق ضرورة .. بقلم الكاتب / حسن عصام الدين طلبة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏أشخاص يقفون‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏نص‏‏‏

الفراق ضرورة .. !! ... ( أقصوصة )
سارا متجاورين يغلفهما صمت كئيب كآبة اللحظة التى يفترقا بعدها .. وعلى رصيف محطة القطار راح يسألها : أهذا هو السبيل الوحيد كى ننهى خلافاتنا معا ، بأن تسافرى عائدة إلى أهلك بعد شهور قليلة من زواجنا .. هكذا بكل بساطة .. !! .... نظرت إليه والقطار يوشك على الرحيل ، وسارت تتجه إليه وهو يسير بجانبها وقالت : كما أن الحب هام ، ولا نستطيع أن نعيش بدونه .. كذلك الفراق قد يكون ضرورة .... فقال مستغرباً : أيكون الفراق ضرورة .. وفى تلك اللحظات انطلقت صافرة القطار معلنة مغادرته رصيف المحطة ، فقالت له : لا يزال لدينا وقت لنفكر فيه ونقرر مصيرنا معاً .. وجرت لتركب القطار .. فجرى زوجها إلى جوارها وهى واقفة على سلم القطار وهو يتحرك وقال : لم نكمل حديثنا بعد .... فقالت : يمكننا التواصل على النت .. وجرى القطار بهديره الموحش الذى لا يستشعر قبضته إلا اليائس المترجى .. وظل الشاب ينظر إلى القطار وهو يبتعد ..
مضت أيام قليلة ، فتح فيها الزوج جهاز حاسوبه ينتظر منها إشارة أو بادرة تبديها الزوجة المفارقة له ، فلم يتلق أى بادرة .. وراح يتجول وحده فى أرجاء العش الذى كان يجمعه وزوجته ، ويسترجع الذكريات فى كل ركن فيه ، وداخل كل حجرة ، وأنهكه التعب ، وجلس يكتب إليها على شاشة الحاسوب يحكى لها مشاعره بعبارات موجزة من ابيات الشعر الذى يحترف كتابته وتعشق هى قراءته فقال :
يا حبيباً لست انساه ولا ينسى ، منى * أننى قد وهبته يوماً قلبىِ
عشنا معاً حياةٌ لنا فيها خبرٌ تحكيه * عنا الأشجار والسوسن ، بغدير النهرِ
فمن ترفٌ فى الحب قد عشناه روعةً ونضارةً * إلى وحشة البعاد وظلمة الهجرِ ..

ثم مضت أيام لم يتلق منها جواب .. ورن التليفون على المنضدة بينما هو جالس يشاهد برامج التلفاز المملة ، فتلهف وقد ظهر على الشاشة وجود رسالة له بصفحته على شبكة النت .... ثم فتح الصفحة ولم يجد كلمة واحدة بل علامة استحسان بقبضة اليد ..
أحـْبـِط الزوج وراح يفكر فى معنى العلامة .. هل هو استحسان منها لأبيات الشعر .. أم هو إشارة منها على قرب تواصلها معه .. ومضى أسبوعا أخر ولا إشارة أو جواب منها على رسالته ، فعاد يكتب إليها ما يشعر به من جوى الهجر والفراق بأبيات من الشعر لعل قلبها يرق إليه من جديد ..فكتب يقول :
أمضيتُ ليلى فى أسر بلا قيد * أناجى خيالك وطيفك بذلك الركنِ
يطل الصبح يقطع سواد الليل بنوره * فعدت أمنى النفس بقيودها بالأمسِ
فهل لنا فرحة نلهو بها ونغنى * فلعل غناؤنا ينسيك وينسينى جوى الأسرِ ..
يا توأم روحى يا خليلة القلب يا نور عينى * متى ألقاك ، فلا أشقى نهاراً ولا أبكيك بالليلِ ..
سأبقى على عهدى معك ، فإن يسألنى الناسَ عنك يوماً * أقول لسائلى ، هى نفسى والنفسُ هى أنتِ ..

وجاءت الرسالة المنتظرة وقرأ سطورها القليلة تقول له فيها .. " نعم أحببتك يوماً ، وأعلم أنك تحبنى بجنون .. ولكن كما قلت لك من قبل الحب وحده لا يكفى لبناء أسرة وحياة .. لن أتحدث عن كثرة شجارك ، وجنون غضبك ، ونار غيرتك ، وإسرافك فى السهر أو إهمال حاجتى إليك ، فليس هذا وقت العتاب .. أرجو أن تتفهم أسبابى ورغبتى .. نعم لقد أصبح " الفراق ضرورة " .... (( انتهت )) .... حسن عصام الدين طلبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

{{ سجال بعنوان الهجر }} ...بين الشاعر / إيهاب طه و الشاعرة / سماح نبيل

  {{ سجال  بعنوان الهجر }}  ...بين الشاعر /  إيهاب طه  و الشاعرة /  سماح نبيل   و الذي أقيم بمجلة نبض القلوب الالكترونية مساء يو...