الجمعة، 29 سبتمبر 2017

عائدون .... للشاعرة المبدعة / زكيَّة أبو شاويش

عائدون ........... البحر الوافر
فــؤادي كان يهـفـو مـن بـعـيـدٍ ..... لأرضٍ أنبتت قتلاً وصرعى
و حـالت دون عـيشٍ إذ حروبٌ ..... تهدِّدُ كُلَّ من يبقى وجوعى
و كانَ التّـَركُ للأوطـانِ غـصباً ..... فهجرُالحربِ منَا كانَ شرعا
بــنــاءُ اللَّهِ يُـهـــدَمُ كـُلَّ حــيـنٍ ..... وسفكُ دمٍ لروحٍ باتَ نزعـا
و طـالـت غـُربةٌ واشـتـدَّ شوقٌ ..... لبيتٍ كانَ فيهِ الحُـبُ مرعى
وعـنـدَ وصـولـنا غامت عيونٌ ..... بدمعٍ قد رأى خفضاً ورفعـا
تغـيّــَرت الأماكـنُ و انـتـظـرنا ..... فهل نلقى حبيباً جـاءَ يسعـى
أيا وطـنـاً يـضـمُّ رفـــاتَ قـلـبٍ ..... أراكَ لغـيــرنا أنـبـتَّ ضِلعــا
و في كُلِّ المواطِـنِ باتَ وجــدٌ ..... يُذَكِّرنا بماضٍ عـــادَ صـفعـا
إلامَ الخُـلـفُ يا قـومي و هــذا ..... يجُرُّ مع الخرابِ سمومَ أفعى
وإنِّي إذ نـظـرتُ وجدتُ نفسي ..... تعـاتـبـني و لـومٌ كانَ قرعـا
أتنجــو إن تـركـتَ ديارَ أهلٍ؟! ..... وهجـرٌ كانَ للضُّعفاءِ درعـا
هـجـرتـكِ يـا بـلادي لا أُبــالي ..... بلومٍ إذ عـتـابٌ جــاءَ شـفعـا
فهـل بالـمـتِ عادت أرضُ جدٍّ..... وهل بالعيش قد أطفأتُ شمعا
ولا أمـــلٌ بـشــرقٍ أو بغــربٍ ..... إذا عادَ الفسادُ وصارَ ضبعـا
تـريـدُ الحــقَّ إن للحـــقِّ بابٌ ..... يَصُدُّ يداً جنت فـتحـاً و قرعا
ونحتسبُ المواجِعَ علَّ صبراً ..... على قـَدَرٍ يُحـيلُ الخيرَ طبعـا
ويشفى الجرحُ بعدَ القرحِ يوماً..... ويصفو مَشربٌ للأهلِ جمعا
نصلَّي بعــد حـمـدِ اللهِ دومـاً ..... على خـيـر الورى قد كانَ نبعا
بأعـدادِ الَّذينَ قضوا عطاشاً ..... و مـن قـد حـوقـلـوا للَّهِ رجعى
الخميس 8 محرَّم 1439 ه
28 سبتمبر 2017 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

{{ سجال بعنوان الهجر }} ...بين الشاعر / إيهاب طه و الشاعرة / سماح نبيل

  {{ سجال  بعنوان الهجر }}  ...بين الشاعر /  إيهاب طه  و الشاعرة /  سماح نبيل   و الذي أقيم بمجلة نبض القلوب الالكترونية مساء يو...