أجثو على ركبتاي أمام
عتبات أحرفي وكل مكتوم
زجلا فصيحا وكل منظوم
أنبش في الظاهر والمعلوم
وأنا امرر تصادفني غيوم
كان القلب يحكيها مهموم
أو حباب عين رمتها سموم
وربما غياب شمس مظلوم
لا زال أوان اختبائه والنوم
مجبرا على التنحي والصوم
لا حيلة له أمام أعلام القوم
حجته ضعيفة يستأنف ليوم
ربما يثمر بمخاض الغيوم
وأنا امرر يعانقني طفل
مكسور الجناحين صغير
الأم فقيرة والأب ضرير
والآخر ذبحه كلب حقير
صار اليتم لباسهم وحصير
زهرات صارت بلا مصير
اصفرت ذبلت خوفا وصفير
الموت يقترب منها والنذير
بجلبابها تحتمي دون جدير
بها مستسلمة كحمل صغير
وسط غاب وحوش وخطير
شباب بوجهها مائة تعبير
شواهد عالية بانتظار تقرير
من يزن بميزان أو مدير
وأنا أمرر يلفحني الفراق
من عاشا ذكريات وأشواق
كل منهما للحنين للآخر ذاق
بين أحضان الوصال وترياق
الدفء كل للآخر مشتاق
لكن هيهات يبقى الاتفاق
تمزقت وعودهم والأوراق
تلاشت كأنها رماد انساق
بالرياح العاتية في الآفاق
أو سيل عارم قاتل دفاق
قطيعة بينهما وما استفاق
منهما أحد حن و كان سباق
للم الشمل وتم اللحاق
بمن يهوى فكان الوفاق
وأنا أمرر تلامسني
تداعبني هبة النسمات
سماء صافية البسمات
بين الأغصان فراشات
تطير عاليا تقبل الزهرات
بعبقها تستقبل الشذرات
أعذب الألحان والرقصات
عالية الصدى بالضحكات
أرض الحب بها حفلات
لكل الأطياف بلا نزاعات
لا خصام لا عتاب وما فات
السعادة جميلة الجميلات
نتفتح أبوابنا لها للحظات
ننسى الأسى واللطمات
والنعش بين أحضان الحياة
هكذا أنهيت بحثي بين
حروف ببالي كتبتها يدي
كتبتها بليلي ونهاري
أعطيها وقتي فكري
راحتي حاجتي ووجداني
إنها تاريخي مع غيري
تشهد الأيام بذلك لي
كم بكيت وأنا لها أحكي
أسرد ولغيرها أمضي
لمن يضحك ثم يضحكني
ألاعبه أهدهده فيلاعبني
من أضمه حانية فيضمني
أراه سعيدا جدا فيسعدني
نعم حروفي غداء روحي
بها أبكي أرقص أغني
كبيرة شاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق