الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

{{ هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم }}... بقلم الشاعر / حسن كنعان

هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم- :
عليكَ سلامُ اللهِ يا خير مرسل
تُعلّمُ أهلَ الأرضِ معنى التّجَمُّلِ
صبرتَ على المكروهِ حتّى تَقَطّعتْ
بصاحبها الأسبابُ إلّا من العَلِي
صدعتَ بأمرِ اللهِ لم تخشَ فاتكاً
فأدركَ من والاك صدقَ التّوكُّلِ
فكم كادَ أهلُ البغيِ فارتدّ كيدُهُم
إلى نحرهم والكيدُ مُرّ التّحَمُّلِ
وهل كان يدري أهلُ مكّةَ أنّهُم
وراء أبي جهلٍ ضحايا المُضَلِّلِ
تقطّعتِ الأرحامُ وصلا ً لحقدهم
وأشداقُهم مشغولةٌ بالتعلُّلِ
يُحَلَّلُ فيها كلُّ أمرٍ مُحَرَّمِ
وحُرّمَ فيها كلًُّ أمرٍ مُحَلَّلِ
وعُذِّبَ فيها كلّ من دان بالهدى
فهُم بينَ مكدودٍ بها و مُكَبّلِ
فهذا (بلالٌ )قد توطّنَ صدرُهُ
على الصّخرِ والسوطِ البغيضِ المُذَيّلِ
وغارَ سنانُ الغدرِ في صدر ( ياسرٍ)
وفي زوجهِ قد قرَّ أشأمُ مُنْصُلِ
وما بدّلَ الأصحابُ قولا ً ولا رَضُوا
بأسبابِ عيشٍ ناعمٍ مُتَبَذّلِ
فكيفَ وفيهم ذو الفداءِ يرودهُم
إلى نعمةِ الدّارينِ يا خيرَ منزلِ
رأَوْا في ذَرَى الأحباشِ عدلا ولم يروْا
بقومهمُ غيرَ الشّقاءِ المُعَجّلِ
وراحَ رسولُ اللهِ ( للطائف) الّتي
رمتهُ على ( عمرو) الجَهولِ بأجهلِ
يُحاكونَ أصنامَ الجدودِ جهالةً
وما هُمْ من الأصنامِ جهلا ً بأمثلِ
تضيقُ على أهلِ الفلاحِ ديارهمْ
فتلفظُهمْ في كلِّ شِعبٍ مُعَطّلِ
وما الذَّنبُ إلّا أنّ شأنَ (مُحمّدٍ)
علا بينهمْ بالبعثِ في كلِّ محفِلِ
وما حفظوا عهداً إلى أنْ تَفَضّحَتْ
مقالتُهم من بعد طولِ التقوُّلِ
فراحَ دقيقُ النّملِ يأكُلُ عَهدَهُم
ولم يُبقِ غيرَ اسمِ الإلهِ بمعزِلِ
أرقُّ دوابّ الأرضِ تُعجِزُ بطشهم
وخابَ بما يرجوهُ سعيُ المُؤمِّلِ
هجرتَ دياراً ما تَعَوّدتَ هجرها
نجاةً بدينٍ لا هروباً بمَحْمَلِ
وفارقَ كلٌّ أهلهُ وديارهُ
ولم ترَ إلّا دمعَ باكٍ ومُعوِل
وما خصّهم ربٌّ رحيمٌ بشقوةٍ
ولكنّهُ في الصّبرِ حكمٌ لِمُبتَلِ
فنعلم أنّ اللهَ حفَّ جِنانهُ
بكل منيعٍ في الولاء لمُقبِلِ
مدارجها للباذلين منازلٌ
فهمْ بين عالٍ في النعيمِ ومُسْفِلِ
قضى ليلهُ والطوقُ من حولِ دارهِ
لكلّ قبيلٍ فيهِ سيفُ مُوَكّلِ
تكفّلَ ربُّ العالمينَ بحفظهِ
فأوحى لهِ هذي رَكوبكَ فارحلِ
رآهم ولمّا يُبصروا نور وجههِ
تقحّمهم يمشي بخطوٍ مُمَهّلِ
وخلّى علياً في الفراشِ يذيقهم
مرارةَ خذلان الحقودِ المُغَفّلِ
ورافقهُ ( الصّديقُ ) في رحلةِ الهدى
على ما بها من وحشةِ المتنقلِ
فلما استبان الحاقدون َ نجاتَهُ
تنادَوْا إلى إدراكهِ بالتوغُّلِ
فردّهُمُ غارٌ وبيضُ حمامةٍ
ووحيُ نسيجِ العنكبوتِ المُهلهَلً
يتبع الجزء الثاني بإذن الله
شاعر المعلمين العرب

حسن كنعان / أبو بلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

{{ سجال بعنوان الهجر }} ...بين الشاعر / إيهاب طه و الشاعرة / سماح نبيل

  {{ سجال  بعنوان الهجر }}  ...بين الشاعر /  إيهاب طه  و الشاعرة /  سماح نبيل   و الذي أقيم بمجلة نبض القلوب الالكترونية مساء يو...