( سوفَ يَأتي الخريف )
قالَت : تَنَبٌَه فالخَريفُ قادِمُ
بِئسَاً لَها الأيٌَامُ حينَ تَنصَرِمُ
تَمُرٌُ كالسَحابِ ليسَ تَنتَظِرُ
فَإنتَهِزها قَبلَ أن يَنتَهي العُمرُ
أجَبتها : ألا تَدُلٌِينَني كَيفَ أصنَعُ ... وأنتِ في
الحَياةِ أخبَرُ ؟
فَرُبٌَما خِبرَتي قَليلَةُُ ... أو رُبٌَما تَكادُ
تَندَثِرُ
قالَت : إيٌَاكَ أن تُضَيٌِعَ الوَقتَ في أُمورٍ لا
تُثمِرُ
أو حَديثٍ عَقيمٍ ما لَهُ جَوهَرُ
وإحرِص على مَن تُحِبٌُ ... وفي هَواها قَلبكَ عامِرُ
عِش لَحظَةَ الحُبٌِ ... قَد لا تُكَرٌَرُ
وأقطُفِ الأزهارَ ... فَغَداً تَذبُلُ
ولا يفيدُ اللٌَومُ ... وأنتَ تَرتَحِلُ ...
أجَبتها : كَيفَ أصنَعُ مع الحَبيبِ إن يَكُن في
العَنادِ الأوٌَلُ ؟
يَقولُ شَيئاً ... لكِنٌَما نَقيضَهُ يَفعَلُ
قالَت : بالجِرأةِ فلا يَفوزُ الفارِسُ الخَجِلُ
لا تَسَل عَن عَنادِها ... إن أدبَرَت ... كَيفَ لا
تُقبِلُ ؟
شَجٌَعَتني ولا تَدري بأنٌِي بِها أحفَلُ
خَطَفتُ مِنها قُبلَةً ... ذُهِلَت ... أتبَعتها
بإثنَتَين ...
وأنتَظَرتُ رَدٌَةَ فِعلِها ... لِوَجهِها أنظُرُ
هالَني مَنظَرُ الجَفنَين ... كِلاهُما مُسبَلُ
فَغَيٌَمَت سَماءُنا ... وأبرَقَت ... وها هِيَ تَهطُلُ
فأنهَلتُ عَلى الشِفاهِ ... من الرِضابِ أنهَلُ
وبَعدَ بُرهَةٍ تَوَقٌَفتُ عَن عَدٌِها القُبَلُ
وعِندَما إكتَفَيتُ قالَت : أيٌُها المُغَفٌَلُ ...
هَل مَلَلتَ صُحبَتي ...؟ ... لِما أراكَ تَكسَلُ ؟ ...
أجَبتها : مُطلَقاً ... وها أنا أستَرسِلُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق