مشاركة في مسابقة: "من وحي الصورة"
قصيدة: " صيحة من على متن جبل عرفات"
–
شعر د. أحمد محمود – 23آب 2017
من على متن "عرفات" أصيح عالياً:
ولت يا نبي الأمة جحافل الفرقان!!
أين أئمة الجهاد وبيارق الإسلام؟
ولت يا سيدي وتوارت عن الأنظار والأعيان
أين أئمة الأمة وصلى خطاباتهم؟
مسحت من المساجد، والجوامع والمآذن
بل شطبت من المناهج المدرسية ومن كتب الصبيان!!
مفاهيم وآثار القدس غادرت كل الأذهان
لا يعرفها تلاميذ المدارس والفتيات والفتيان
ما عادت تزلزل الجدران والأركان!!!
ما عادت تخترق الأسلاك، والزنازين والحيطان!!
أين أئمة الإسلام ورايات الإيمان؟
هل كلها احترقت في حمم البركان؟؟!!
أين فتوحات الصحابة الأجلاء العظام؟
أين انتصارات الخلفاء في ذاك الزمان؟
أين بيارقهم، وصياقلهم وشموسهم؟
أين جنود أبو بكر، وعمر، وعلي وعثمان؟
هل ضلت طريقها في المستنقعات، والسبخات
والقيعان؟
هل هي يا سيد الأنبياء تاهت في الكهوف
والوديان؟
وهل القدس غدت طريدة في غياهب الزمان؟
أين طارق، وخالد، وصلاح الدين وعبد الرحمن
الغافقي؟
أين صناديد الفتوحات والأزمان؟
بل أين أسياف القادة الشجعان؟
هل صدئت سيوف الفاتحين
واندثرت تحت الرمال والكثبان؟؟!!
هل كلها تحطمت تحت سنابك خيل العدوان؟
هل أثقلها نير العدا وحديد الطغيان؟
يا نبي الأمة ويا سيد بني هاشم، وقريش وعدنان
ها قد جئتك طائعاً، شاكياً، زاحفاً، جاثياً،
جئتك دامع العينين باكياً، يقتلني الحرمان
جئتك من يم أتاتين السعير، واللظى والنيران
جئتك أِشكو حال الأمة التي غرقت في تنور
الطوفان.
روما عربدت، وطغت، فتكت بكل السكان
وعصابات الدنيا اجتاحت حرمات الأوطان
ها هو الدمار، والحطام، والركام يلتهم كل
البلدان
وطواغيت الأرض في هذا الزمان
لحقوا بركبها وتدجنوا كالنعاج والخرفان
ليس لنا سواك يا خاتم الأنبياء
الأمة ثكلى في كل الأزمان والأحيان
دعواك سيدي القدس: جريحة، سجينة
القدس مدماة العينين واليدين والقدمين
أزيلت من المذكرات اليومية، صارت في عالم
النسيان
حتى غدت مدينة من غير اسم أو عنوان
وأصبحت منسية من القلوب، والأسماع والآذان
صمت عنها عواصم الخرسان والعميان
فمدائننا صرت محاصرة بالنسيان والطرشان
ها هم بنو يهودا يستعدون في كل مكان
لبناء هيكلهم ومعبدهم باطمئنان
كل القدس خضعت لسلاسل عباد الأوثان
لا يقترب منها من أمتنا حتى الصيصان
لن يداويها ويرجعها يا رائد الأديان
لن يعيدها إلى حيض الأمة
إلا ما جاء في آيات ألإسراء والمعراج في
القرآن.
والآن ىا نبي الكون والإيمان
لم يبق حول بلاد المسرى
أسراب البوم الناعقة والغربان
الآن لم يبق في القدس سوى
أهل الرباط، يحيطون ببوابات الأقصى والجدران
الآن لا يذود عنها إلا أهل الرباط الشجعان
الآن لا يدافع عنها إلا قبضات، وسكاكين بني
كنعان
والأمة غارقة في بحر الشطحان، والهذيان
تلتهم القات، والأفيون بلا إحساس، كالسكران
بقلمي – د. أحمد محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق