حَجوا
للبيت العتيق
------------------------
من بقاع
الأرض والزمن السحيقْ
شَدُّوا
الرحالَ من كل فَجٍّ عميق
على
الله اتكالُهم والضنك ما هَمَّهم
فللحبيبة
يحلو وإن طالَ الطريق
خلَّفوني
والدموعُ بوجنتَيَّ سيلٌ
وبالآهاتِ
والأشواقِ قلبي غريق
خلَّفوني
مالي على فراقها صبرٌ
كيف
يصبرُ مشتاقٌ وقلبُه رقيق
لبسوا
بياضاً هجروا الدنيا بزيفها
ويلفني
سوادها والبؤس لي رفيق
وصلوا
ثمَّ طافوا بالحبيبة تحيةً
الروحُ
تطوفُ ومني يعلو الشهيق
قبَّلوا
حَجراً قبلَّه الحبيبِ بثغره
و روحي
تهيمُ به أبيضَ كالعقيق
وفي
حِجر إسماعيل صلوا سنَّة
وفي
حِجر الفراق يبات الشقيق
ونالوا
خلف المقام بركعتين رفعة
وأنال
خلف البعد الكربات و الضيق
باتوا
بمنى ومنايَ أنْ أباتَ بالهنا
وإلى
عرفاتِ الخير شقُّوا الطريق
وعرفاتي
من الأسى سورٌ يطوقني
رباه
فارحمني فالذنبُ بي مُحيق
أفاضوا
وعند المشعر ذَكَرُوا ربَّهم
ففاض
الشوق بي واسْتَعَرَ الحريق
ولمزدلفةَ
جَدُّوا السيرَ ليباتوا ليلهم
وأباتُ
شريداً كَنَحْلٍ أضاعَ الرحيق
بمنى
رجَمُوا الشياطين بجمرات لهم
وتَرجُمُني
غربتي و ما بي من رفيق
قد
طافوا سبعا بالحبيبة يا سعدهم
وسباع
الظلم تطوف بي بكل طريق
قصَّروا
وفكوا إحرامهم نالوا الهنا
يا سعدهم
قد حجوا للبيت العتيق
وقصَّرَ
الأنامُ لإهدائي بعضَ سعدٍ
ومَنْ
حَولي على الجَوْرِ بي حقيق
نحروا
لله الهدْيَ والأضاحيَ و الفِدا
و
تنحرني قسوةُ غربةٍ كي لا أفيق
وبجناح
الشوق للهادي شدوا رحالهم
هو أولى
بهم وهو الرؤوف الرقيق
أرسلتُ
روحي والشوق إليه يحملني
يا سيدي
زماني للقدومِ إليك معيق
فاقْبَلْ
روحَ هائمٍ في رحابك ضيفاً
أنا يا سيدي
من البُعْدِ بدمعي غريق
رباه
فارحمني وجُدْ بالرضا تكرماً
أنا
بغربتي وأشواقي غريق غريق
فكن لنا
يا مولايَ على دنيانا عوناً
و الطفْ
بنا يا مولايَ لطفاً بك يليق
إن لم
نكن لزيارة بيتك اليوم أهلا
فأعنا
لنطَّوَّفَ غدا بالبيت العتيق
١ ذو
الحجة ١٤٣٨
٢٣ آب ٢٠١٧
محمد
حميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق