هل حقا يا شيماء
اليوم عيد
................................
هل حقا يا شيماء
اليوم لدينا عيد
تراب بنو وطني عابس
لم أره سعيد
ولم المح الناس
تزهوا كسابق أعيادنا
ولم نرى للعيد وجود
من قريب أو بعيد
أني أري يا شيماء
الشمس تبدوا كالأمس
كالعادة تشرق
بمواعيد وتغرب بمواعيد
لم تخالف اليوم
نواميس الكون بعيدنا
ولم تأتي في الضحى
باليوم الجديد
ولم أرى الصبيان
كالأمس لاعبة لاهية
تتخايل وتتمايل
تتباهى في زي جديد
حتى البنات لم تعد
تلهوا في الطرقات
كانوا كالفراشات
يلعبن في الربيع السعيد
قد أبصرتهن يلعبن
بعرائس قديمة لهن
ثيابهن رثة وشعرهن
ملفوف في تجاعيد
وبائع البلونات
اليوم يهجوا الرياح يلعنها
قد تطايرت له منها
في الرياح العديد
وبائع الحلوى والناس
عنه قد عزفوا
فظلوا يرقبون حلواه
يتحسسونها من بعيد
يستنشقون ريحها
يشبعون اشتياقهم لها
والاشتياق للحلوى في
زمن الغلاء يزيد
وجزار قديم للحي قد
صار داره مغرما
اثرا يستشعرون فيه
عبق الماضي المجيد
ولم أرى النساء
والزينات والدفوف قارعة
قد صرن اليوم إيماء
وصرنا نحن عبيد
حتي ضيوف الأمس لم
يطرقوا دارنا
وكأن دارنا قد أضحى
منهم اليوم بعيد
ضعي يا شيماء
البسكويت والشاي واللبن
بنو قومي اخلفوا
معنا اليوم وعيد
فمنهم من ترك الركب يمضي
من زمن
فظل يجري ويلهث خلف
الركب وحيد
ومنهم من كان بالأمس
القريب حرا
يقلبه السادة اليوم
في سوق العبيد
ومن جلس بالدار يكيل
بالقنطار همومه
فمكث في البيت
متقوقعا كالنساء قعيد
أنظري يا شيماء أطفال
حلب في العيد
كم منهم سعيد وكم
لبس ثوبا جديد
وتذكري يا شيماء أن
القدس موصول بنا
فكيف نفصل ذاك القلب
عن حبل الوريد
حتى الشريف العفيف
صار اليوم كفيف
رهن الظلام خلف
قضيان من حديد
قد صار الشرف في أوطاننا
جرحا
وصار اللص في زمن
الشقاء سعيد
وصرت أمزق بقايا من
أشعاري علي عجل
ما يجدي الشعر في
زمن الجهالة وما يفيد
وتذكري يا شيماء
أنني يوما لا محالة راحلا
وان حاكمني بنو قومي
بالشرف فلن أحيد
فقولي بالله لقد عاش
أبي يوما حرا أبيا
في سوق الرقيق لم
يكن عبدا من العبيد
فانظري كيف حال بنو
وطني وعيدهم
وقولي بربك هل حقا أن
اليوم لدينا عيد
......
عبدالسيد عبدالفتاح حامد
همسات قلم حائر
1/9/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق