{{ جارةالوادي }}...... بقلم الأديبة / فاطمة المخلافي
يا جارة الوادي ،يا جميلة تتماوج بين مدرجات الجبال
،يسطع صباحكِ وأنتِ تحملين على كتفكِ عصارة حطب ،ترقص الشُجيرات على نغم صوتكِ
وأنتِ تقحطين الزرع ،تنثرين البذور ،تسقي الأرض بحب لترتوي من خصب يديكِ،تعودين
للدار تضعين حملكِ ،تذهبين إلى من أحببنكِ وأحببتهن لتسأليهن عن يومهن كيف كان
،أغنامكِ اللاتي تحفظين عددهن وأشكالهن عن ظهر قلب ،تتمتمين لهن بكلام غير معروف
وكأنها لغة خاصة بكِ أنتِ وهن ،يتبادر إلى ذهنكِ البقرة الحلوب ،من تناديها أمي
لأنك تشربين من حليبها كل يوم ،تحضرين الوعاء وتمسحي على ظهر البقرة بكل حب لتجود
لكِ بأطيب لبن ،تنتهين من حلبها تضعين يديكِ على ثدي البقرة بكل حنان وكأنكِ
تشكرينها على هذا اللبن الطيب ، تصنعين الغداء ليأكل الكل مما طبختي ،يحمد الجميع
الله وينظرون إليك بحب كأنهم يقولون شكراً لكِ ،تعودين لتفقدْ الأغنام هل جعن ؟
ماذا يردن ؟
ومن بعدها ترتاحين لكن تفكيركِ مشغول كيف غداً سيكون .
تخلد للنوم بعد يوم شاق ومضني من التعب ،وتبدئين بتخيل
ذلك الوسيم الذي يشغل قلبكِ محبوبكِ السري الذي تختلسن النظر أليهِ وتختلقين
الأعذار لتذهبي وتحدثيه حتى وأن كانت كلمات خاطفه لكنكِ تكتفين بها لتشبع قلبكِ
،هاهي تلك القروية تستعد ليوم جديد بكل طاقة وحب وابتسامتها تشرق مع كل صباح .
#جارةالوادي
#فاطمةالمخلافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق