{{ وأنت مدينة من الحب والخيال }} .... بقلم الشاعر / علي حزين
وأنت مدينة من الحب والخيال
1
يا سيدة الزمن الجميل
يا ست الحسن والجمال
أعلم يا سيدة التفاصيل
يا محطتي الأخيرة
التي أريد إليها أن أصل
والتي أريد عليها أن أنزل
يا فطيرة العسل التي تأبى أن تؤكل
يا بدر البدور الذي قد أكتمل
ماذا عنكِ , بوسعي أن أقول
يا قبضة من أثر الرسول
ماذا عنكِ أقول
وكل القصائد تريد بكحلكِ أن َتكتحل
2
أنا يا سيدتي راهب في صومعة الجمال
أسبح للجمال , وأقدس للجمال ,
وأهوي الجمال , وأصلي للجمال ,
والله جميل يحب الجمال
وأنا الذي زرعتكِ في قصائدي قناديل
ووردة من الفل , وصنعتُ لكِ كرنفال
يا وردة يفوح منها العبير والخيال
يا منجماً من الذهب , والقرنفل , والمحار
3
دعيني أكتشف فيك مواطن الجمال
وأنقب عن آبار العطر , والخيال
وأعرف من أين تصب أنهاركِ الزّلاَل
وأين أجد الزهور والثمار والسفرجل
و جنائنكِ البرتقال
وأعلم جيداً يا سيدتي أن الحرب سجال
وأن الحب سجال
وأن الأيام بيننا دول
وأعلم أيضاً أن من الحب ما قتل
ومن الورد ما قتل
ومن الغرور ما قتل
وأنكِ بئر من العسل
وانكِ أيضاً المحال
وأنكِ تهابين القتال
4
وأنا لا أخشي الحرب , ولا أخشي النزال
ولا أخاف ركوب البحر , ولا أعرف المستحيل
ومما أخاف , وأنا معي الورقة والقلم والخيال
بوسعي إن شئتُ أضعك على مفرق الشمس وردة
أو أتلوك علي فم الزمان قصيدة عصماء
وبإمكاني أن أحيي كل ورود جمالكِ الذابل
وإن شئتُ جعلتُ منكِ شيءً يداس بالنعال
فالقرار قراري , ولي مطلق الاختيار , والفعال
ممل أنا وملول , أعرف ذلك يا سيدتي البتول
ولحوح أيضاً كالطفل في الطلب والسؤال
وأنت مدينة من الحب والخيال
آه يا سيدتي لو عرفتِ فضلي على الرجال
أنا الشمس طالعة , شامخٌ كالنخيل
عالٍ مرتفعٍ كالجبال
ثابت لا تزعزعه ريح , ولا يحركه زلزال
أنا الذي تهابه الاُسد في الأدغال
أنا بلا فخر سيد الرجال
5
وأنت يا سيدتي حضارة لم تكتمل
إلا بالنبيذ وبالقبل
فأدخليني إلي مدائنكِ المليئة بالقناديل
وبالقرنفل وبالحرير وبالفل وبالبرتقال
يا ست الحسن والجمال
أنا أهوى العقل مع الجمال
فنصبيني علي قلبك أميراً , أو جنرال
فأنا سائر علي الدرب إليكِ لأصل
وكل من سار علي الدرب وصل
بقلم // علي حزين
2/ 2 / 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق