لا تتركي العاشق شريدا
=============
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============
رفيقةُ درب
نظرةٌ منها
تُخَثِرُ الجراحَ
ذات وجهٍ
كالحليب
في طبق الصباح
تسألني ... كيف تراني ؟
باغتنى السؤال
وألقاني
في ضلالي القديم
فأنا المأخوذ من قلبي
لأمضي
إلى سدرة العشاق .
كنا في الثالثة
بتوقيت الأشواق
السابعة
بتوقيت الأمل
الساكن في الأعماق
تسألني ... فبماذا أجيب ؟
لو أنى البستاني
في روض
تصدح فيه الأطيار
لكان لسان الحال
غنيا عن المقال
فهي عطر الروض
قمر خجول
بين الأزهار
وأراها
حين تلمسني
أُبهةُ الأقحوان
ولو أني شاعر
لراودنى في البدء سؤال
قبل الشِعر
من أوحى بالشعر
سواها ؟
فهي المحراب
لصلوات الشعراء
درةُ القصيد
وأرق مافي الديوان
مِن نبض القوافي
على وتر القيثار
ولو أني ناثر
لضاقت عَلَيَّ العبارة
ولغة الإشارة
وتحيرت أبجديتي
بين الأفكار
كيف تُطَرِزُ الكلمات
ومضةً عنها
فهي
لؤلؤةُ لغات الكون
فوق كل بيان
لكنني عاشقُ
أُخفِي هواي وأكتمُ
فيما فؤادي محمومٌ
بها يترنمُ
آه
يامجاز الشِعر والنثر
يا أُبَّهَةُ الأقحوان
يادرة الحسن
في تموجات الجمال
ياناثرةً جمر هواك
في كَلْمِي وفي كَلِمِي
في عشبي وفي حرفي
تاركةً حبي يتيما
تؤرقهُ الأشجان
إني تحصنتُ
بالفتنة النائمة
خلف اكتحال الأجفان
بارتعاشة الشفاه
بالسؤال
بالأنغام .. بالدلال
بالشَعْرِ الغجري المسفوح
كالليل الطويل
يتألق به الخدان
بعطرهِ الفواح
في أفق قصيدتي
فتتغنى بك
كبلبل فوق الأغصان
إني استعذتُ
بشِغاف النون
وسِرها المكنون
من وطأة الشوق
وهديل التوق
وغرامي المحموم
وهواجس الظنون
فلا تسأليني ... وترفقي
بالعاشق المجنون
لا تتركيه شريدا
في دوامة السؤال
أدركيه
بقِرىَ المقلتين والشفتين
كالماء الزلال
واعقدي على قلبه
بأساور الغرام والوصال
قبل
أن تتصدع الأركان
وينفطر الوجدان
وسِّديه
حِضْنُكِ الوثير بالحرير
والحنان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق