قصيدة بعنوان " حزنُ أمي ليسَ عقيدةً "
حزنُ أمي ليسَ عقيدةً
رغم أن ألمي اتخذَ قلبَها معبدَا
لكنني كلما تذكرتُ عينيها الفاخرتينِ
شممتُ رائحةَ الدخانِ تَصََّعَّدُ من الوريدْ
و اتكأ جرحٌ على جرحٍ و باحَ بحسرتهِ
رأيتُ النايَ يا أبي يبكي علينا سُدى
سنصفقُ لأمنا إلى أن تتلاشى أصابُعنا
إذا فقَّصتْ حمامةٌ بيضَها داخل حُلْمِها
أو انتشلنا عطرَها من فمِ الغمامْ
فلولا أنني اقترضتُ من قلبها ضحكَتهُ
تاهَ سكانُ قصيدتي و باتوا حفاةً عراةً
فلا الهديلُ أرجعهم إليَّ سالمينَ
و لا رَّددَ صراخَ أرواحِِهم فمُ الصدى
فما كان لقلبي أن يَلْحَنَ في نبضهِ
لولا أن عاثَ هذا القمرُ المريضُ فساداً
في قصائدنا و نام الليلُ حولَ الخيامْ
أفتشُ فيَّ عنكِ لا أسمعُ غيركِ
تعزفينَ على الربابةِ نفسِِها نفسَ المقامْ
أفتشُ عنكِ فيَّ في لغتي لا أراكِ
أينكِ أينها ...!
أمي التي صنعتْ من ضفيرتِها
حذاءً لأحلامي و بيتاً للحمامْ
قلتُ أحبُّ حزنكِ حين أحبكِ
و حين أجبرُ ابتسامتهُ على البكاءِ
قالتْ قليلٌ هذا الوجعُ
أنا أريدُ قليلاً من الحكمةِ
أنا أريدُ مزيداً من الجنونْ
- فإما أن تكونَ أو لا تكونْ -
و لا تنسى أن تعلِّم قلبكَ
كيفَ ينجو بجلدهِ
من شبحٍ يطاردهُ في الظلامْ
قلتُ ليشهدْ مَلَكُ الموتِ أنني
قتلتكِ لأنني أحبكِ
و لأنني أحبكِ قتلتكِ
لأنني أحبُّ السلامْ
فحزنكِ يا أمي ليسَ عقيدةً
أنا سأقمعُ سذاجتي
و لن أسمعَ لاعتذارِ عينيكِ مرتينْ
فحبكِ أنا سرتُ في جنازتهِ
و قلبي حين تفقدتهُ
وجدتهُ يقبلُ حظَّه و يضحكُ
فكلما تحرشتْ به فراشةٌ
تحلَّقَ الصباحُ حولهُ
و سالَ الندى من شرايينِ الرخامْ .
-أحمد بوحويطا
-أبو فيروز
-المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق