(
لا تُحِبٌُ الإزدِحام )
غادَرَ
الحَبيبُ ...ضاعَ
رُبٌَما
أكَلَتهُ الضِباع ... هكَذا الأمرُ شاع
أو
رُبٌما الكِلاب في الطَريق
أو
غَدرَ غادِرٍ ... لَعَلٌَهُ صَديق
لكِنٌَهُ
لِليَومِ مَفقود ... ما بَينَ القُرود
خَمسُُ
من السِنين ... قَد غُيٌِبَ المسكين
بَهَتَ
في نَفسِها شَكلَهُ ... صَوتَهُ ... وَنَبرَةَ الحَنين
قَد
مَلٌَتِ الجُدران ... أعياها الزَمان ... والأنين
حَياتَها
أضحَت كَأنٌَها إعصار ... دَمارُُ في دَمار
كَرِهَت
كُلٌَ البَشَر ... ولم يأتِها الخَبَر
غادَرَت
بَيتَها ... وأعتَزَلَت ناسَها
سَكَنَت
كوخاً على سُفوحِها الجِبال ... مُترَفاً بالجَمال
مَرَرتُ
صُدفَةُُ قُربَهُ ... أرنو لَهُ
قَد
شاقَني المَنظَرُ الهائِلُ
قُلتُ
في نَفسي : يا تُرى مَن يَسكُنُ فيه؟
وأيٌُ
فارِسٍ يُؤويه ؟
نَبَحَ
عَلَيٌَ كَلبُُ كَبير ..لَهُ نُباحُُ ... بَل زَئير
تَسَلٌَقتُ
شَجَرَةً ... عَلٌِي بِها أستَجير
وأنا
أعزَلُُ من السِلاح
والمَساءُ
في الأفقِ قَد لاح
ظَهَرَت
حوريٌَةُُ من داخِلِ الكوخ تَستَطلِعُ الأمرَ
وَجَدَتني
فَوقَها الغُصون
قالَت :
لِتَنزِل ... أيٌُها المَجنون
أجَبتها
: إلجِمي وَحشَكِ المَهول ... كي أساويكِ بالحِوار
قالَت :
وهَل أنتَ من الأشرار ؟
قُلتُ :
بَل فارِسُ مُغوار
قالَت :
فرِسُُ ؟ !!! ويَهرِبُ من الكِلاب ؟ !!!
أجَبتها
: تَدعينَهُ كَلباً ؟ إنٌَهُ غول ... وقَولكِ لَيسَ مَعقول
ضَحِكَت
وأردَفَت : إنزِل بِسَلام أيٌُها الفارِسُ المقدام
نَزَلتُ
من بعدِلَجمِها ... لِلغول ... وأنا أقول :
فارِسُُ
أنا وَقَد شاقَهُ المَنظَرُ ... فَدَنَوتُ أنظُرُ
فاجَأني
ثَوركِ الجَبٌَار ... لِذتُ بالأشجار
ضَحِكَت
... ثُمٌَ قالَت : هَل أنتَ غَريبُُ عن الديار
قُلتُ :
أوٌَلَ مَرٌَةٍ فيها أجوس فَستَقبَلَني وَحشكِ الدَيٌُوس
في
داخِلِ الكوخِ ... دَعَتني لِلجُلوس ....
لَم
أنتَهِ من إرتِشافِ قَهوَتها ... حَتٌَى عَلِمتُ قِصٌَتَها
قُلتُ :
هَل بالعزلَةِ .... الحَل ؟ !!!
إنٌَكِ
تَسكُبينَ فَوقَ المَرارَةِ الخَل .... !!!!
قالَت :
وماذا أيٌُها المِغوارُ تَرى
قُلتُ :
أنتِ غادَةُُ مُبهِرَة ... لَن يُنسيكِ ما فات
إلٌَا ...
بِما هو آت ....
هَل
تَقبَلينَ بي فارِياً ؟
قالَت :
يا لَكَ من فَتىً ظَريف ...
وفي
تَسَلٌُقِ الغُصونِ خَفيف ....
أجَبتُها
: لأنٌَني رُبٌَما نَحيف
لَكِنٌَني
كَيفَ أخرُجُ الآن ... والوَحشُ رابِضُُ في المَكان
والظَلام
قَد ساد ... السُهولَ والوِديان
قالَت :
تَبيتُ اللٌَيلَ ها هٌنا ...
وفي
صَباحِ الغَدِ تُكمِلُ الشوار
سَهِرَت
مَعي ... وأشرَقَت نَجمَةُ الصَباح
والحُبٌُ
في العُيونِ لاح
وَعِواءُ
الغولِ صارَ صُداح
وقُلتُ :
في نَفسي حَيٌِ على الفَلاح
بقلمي
المحامي
عبد الكريم الصوفي
اللاذقية
..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق