
سنين العمر تسرقني
وللمجهولِ تُنفِقُنِي..
فلا جُرحٌ ترفّق بي
ولا لله أعتقني..
وأعلم أنّ لي رباً
سيرزقني سيرزقني..
فرزقي مثلما أجلي
يلاحقني يلاحقني..
وأملي مثلما ألمي
يرافقني يرافقني..
ولي وطن نفيت به
فأعشقه ويعشقني..
يودعني على مضض
وفمهُ يكاد ينطقني..
بكى قيصومهُ رهواً
فأرهفني وأشهقني..
وشجر السرو والبطوم
ودّعني وعانقني..
وأركضني الحنين لهُ
فأعجزني وأرهقني..
وشيء فيه يجمعني
وأشياءٌ تفرّقني..
كريمٌ فيهِ يُكرِمُني
وعربيدٌ ينافقني..
ولي في الحب غانية
أسابقها وتسبقني..
أخاف عليها أن تعلم
بأنّ الآه تخنقني..
وتحت غياهبي وجعٌ
شظاياهُ تؤرّقني..
بخوفٍ جِئْتُ أُطفِئُهُ
وقود الخوفِ أحرقني..
فأخبرتُ الطبيبَ بِهِ
وكانَ الصمتُ يُقلِقُنِي..
فأرسلني إلى الخارج
ومَزْنُ العين يُغرقني..
فنادوا لي بِجرّاحٍ
فَخَدّرني وَمزّقني..
وشقّ القلبَ مُعتَصِراً
فَلَم يَلقَى سِوَى وطني...!!!
قصيدة الوطن المضاع/بقلم: حامد حفيظ/ليبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق