أحزان بغداد
نامت مقهورة بحزنها
والأوجاع تلفها بالم شديد
جراح وعويل ونواح ودموع
شتات اغترب ليلك الحالم بالسواد
والهدوء قد سافر من مركب الجياع
التوه اخذ راحة البال بالتشرد الرعن
مضى طفل يصرخ ليودع أمه فلم يلحقها
وطفلة لتحتضن أبيها فغادر مع العواصف
أخت تشاطر أختها اين باقي أفراد أسرتنا
ذاك الرضيع اللاهي يريد دميته من الركام
هناك أنين ولا معزي لأصحابه بين الجراح
حزن خيم على ليل السكون أمطر مصيبه
قتل الأمان بلحظة واسكن الكل الفراغ
يا ويلتي انا الحزين النائح قهر بلادي
يا بلوة اختنقت بها الأنفس من الحناجر
يا وهن قد دب في مآتم الصدور ألمه
وفراغ رهيب ارتطمه واقع مقيت مفجع
الكل يركض لطوق النجاة ولا مسعف له
الكل يصرخ أين أحبتي قد ابتلعهم الوهن
الكل يناجي خوافقة بذبول المساكين
أصوات تختنق بأفواه الأمم والشرود اعمى
من ينقذك يا بغداد من اسر الوحوش
هذا قاتل الأمسيات على أعتابك يترنح
يسكر بخمرة الحصاد الشامل بلا أسف
يقصم أعناق السنابل والبراعم دون رحمه
تذري رياحه الملعونة للخراب الدامي
بقوة المقاييس الهوجاء التي لا ترحم يزلزل
لا يهمه أن أمست
الديار خراب للعابثين
الشاعر
د . عيسى نجيب حداد
رحلة العمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق