*عزف هوى معتبر*
.....................
من يقدّر روعة الصّورْ
والقلب في بهتة كاشخ
مسلوب النّظر.....منبهرْ
خلف المعاني ترجّلت
كزهرة الورد .....تفتّحت
تختال على أمواج طوفاني
تترنّح عارية أمام شرفتها
وقد أسدلت ستائر حرفها،
فذابت الألباب في المعاني
والبحر من حسنها قد سُحرْ
ويسبح الحرف في الغرام
مداده أمواج الحنيني و الهامي
ونار العشق شهب تريد التهامي
في قاع بحر الغزل ترميني
وخلف الهمس حرفها المستترْ
أشتكي من البين ....
وما أعاني من حرماني
والبين يا ترى لمن يشتكيني؟
والويل لي.....إن قصّربي العمرْ
أردّد كلمات الحبّ على لساني
وصدقي فقط هو لسان ترجماني
وما خوفي إلاّ من حبيب
زمانه غير زماني ....
او ذكريات لهو في الصّغرْ
أو مكر حبيب قد هجرْ
أيتركني الحبّ ليذبل ريحاني
وما كنت أنا إلاّ به أسافر
حجّا لأطوف وأعتمرْ
حول قلوب النّساء..... وافتخرْ
ولولا حروف سنابل يوسف
رياح بلبّي تدكّ وتعصف
أشواقي .... همستْ ذاك الخبرْ
لكاد البعد يقتل أعماقي...
ومكر الزّمان يتلاعب بأحداقي
ليرديني جثّة هامدة
في قاع بئر.....مغتبرْ
ولولا قميص من نسيج الهوى
على وجه القلب شوقا إرتمى
ولولا حنيني للقلوب العصماء
ويوزرسيف الغابر في الأسماء
لما ارتدّ لأجفاني نور البصرْ
لأرى الحبّ قدْ ملأ أركاني
والقلب كون محيط بالأكوان
فضلا من جود سخيٍ مقتدرْ
حباني بحرا أنهار الوِدّ تغرقه
والأشواق سواحل كرم العطاء
تحيط بأفناني .
فلا عيش إلاّ والحبّ كزهر لبستاني
أسقيه زلال المياه العذبة
أو غيث حنين من رحم المطرْ
وكأنّ العشق فوح طيب عطرْ.
ولامحتها بين أطياف الضّياء،
بين سواحل الشّمس والخجلْ
حورية ....
من البين مثلي تعاني
أخالها لهوى قلبي تنتظرْ
ذات صباح.....
و الفجر يرمقني من بعيد ....
وعين الوجدان كبركان ....
وانفجرْ...
ورأيت الهوى....
ذاك الرّسول الحمّال
بين كحل الطّرف والشّفرْ
الجسّاس في مسالك السّفرْ
فرمتني بسهم حبّها .....لتلاقيني
إشارة من رمشها زادت يقيني
لتصطاد روحي ......فتنتصرْ
إنسيّة شرقيّة،
حوراء نجلاء،
من بلد قريب من بني البشرْ
رنّت لها نواقيس وجداني
فأثمر الحُبّ حَبّا لأغصاني
وما الثّمر إِلَّا من خدود الغجرْ
همست بلطف حرف قائلة
أيّها القلب التّائه بين الحجرْ
هلك من أضاع المال والعمرْ
في التّيه وأروقة الخسران
ألا قلب لم يذق طعم العشق،
وما تحرّق فحرّكه الهوى
فذاك قلب بالحبّ قد كفرْ
أما بحّ صوتك وأنت تنادي
أيها العندليب اللبيب؟
والمحبّ الحقّ..... بصمته
ليهزم البين والبعاد وكلّ ضرْ
فلا تشتكي البعد، وارحل إليّ
إن كنت أنت العاشق للغجريّة
ليهناك الأنس في قلوب الغجرْ
هيّا ،تعال نكتب قصّة حبّنا
على خدود الزّهرْ،
جُملة إسميّة
ونملأ صفحات الإشراق للصّباح
ورحيل الغروب،
حنينا للأمسيّة
ونكتب الحبّ قصيد رضاء وفاء
ونكتب عشقنا بكل الأسماء
أنت مبدأ المبتدأ .....
وأنا حبيبتك عقب الخبرْ
تلك النّجلاء الغجريّة
روح العشق هي.....
هي ......ولا سواها قلب القمرْ
سحرتك ،والويل لقلب
صائم وما ذاق سحر الغجرْ
هوى قلوب دافئة عند السّحرْ
وأحضان واقية من الغدر والمُكرْ
هيّا، تعال حبيبي لقد مللت وحدتي
تعال لأسقيك كؤوس الغرام
وكم كنت لغرام قلبي..... أنت
عزف الهوى المعتبرْ
حتى صرت أراك منقذي
ذاك السّيّد المختار....
روح المهدي المنتظرْ
تعال حبيبي ننفخ في الصُّورِ
علّنا نحدث من هوانا
طلاسم عشق، تحرّك الصّورْ
..................ريحانيات
بقلم الأستاذ * محمد الريحاني *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق