من ديوان : أرمدة الزمان
قصيدة (( أرمدة الزمان ))
.
العقـــلُ إن علــــم الحقيقـــةَ آثـــمُ
والقلبُ يلهثُ في الظـــلامِ ويُركمُ
.
وذرى السنــا ترتادُ غـــوثاً لا يُرى
والومضُ فيهـــا بالجهــــــالةِ يبـرمُ
.
بالنصب يشقى مـن تناجى بالعلا
وذوو الدناءةِ بالسعــــــادةِ ينعمــوا
.
والكـــربُ ينتعـلُ الأنـامَ إلى الشرى
والسعـدُ لو شــــلَّ الرداءَ سينـدموا
.
وانداح من لُــبِّ الخيــولِ صهيلُهــا
فاستكلأَ القفـــرُ الفصيــــحُ الأبكمُ
.
دمك السنابكَ ما تقلَّى من حصى
وترى الأجنـــــةَ فـي الحرارِ تُلطَّمُ
.
لاحت على دربِ البــرايا شــــــــارةٌ
دربُ الدنـايـا ســـــار فيــه المعظــمُ
.
تاللـــه قد نســـمَ الزمــانُ بزُهمــةٍ
للقلبِ أنَّـــى ما اقننـــــــاهُ المعصــمُ
.
والشعـــــرُ لو شرعَ البـلاغةَ مِعبـراً
بالحُــوبِ لــم يخـنِ البليـــغَ المرقمُ
.
لكن قريضُ العُربِ يشدو بالصمـو
تِ فــذا يراه من الصفــــايا البلسمُ
.
وبنـــازلاتِ الدهـــرِ مُكَّت أعظمـي
وجلــى المسوكَ عن الســـــوامِ المبرمُ
.
حَطَأتْ سَمومُ الكربِ سعداًفي البرى
عجت بمـا يقتــاتُ منـــه الأقتـــمُ
.
عتـل السِّطـــام إليـه جوراً ضيغمـاً
بئس الكعابُ بحضن أشمطَ يُفقمُ
.
ياليتنــي ما كنـت إنسـاً في الورى
أو ليـــت ما ورَّى البـــــرايا مِلـــــزمُ
.
دهك الشكيمةَ في سباتٍ يرضعــي
مَن راقــــه أنــي ذليـــــلٌ مرغـــــمُ
.
للحَينِ صــــرحٌ أرتقيـــه بــلا عنـــا
بسـواه كنـت قد ارتقاني السُّــلَّمُ
.
للدهـــــــرِ يومــــــانِ علـــيّ
تأنقــــا
يكتـــــال طولَهمــا رعــاثــا أصـــلمُ
.
وسيرتضي شقصَ الدعاثِ كظنةٍ
لو لاك بُـــرَّا ذا الرقيـــــــعُ الأعجـمُ
.
لبَّ الدهـــــــاةِ إليــك عنــــي طالمـــا
أشـلى كـــلابَ الدهــرِ ذاك المغنمُ
.
ويزوفُ في كبـدِ العفــــاءِ عنـــادلٌ
بئـس الشــكـالُ وقـد زواهُ العلقـــمُ
.
والزاغُ يَعـــرُمُ فـي الوكـورِ بســالةً
والليـــــثُ قــــد أرداه ذاك الأسحـمُ
.
وقـد استـطار اللــؤمُ بين جمــوعنا
إن ساعداً به ـ كالـردى ـ لعرمرمُ
.
أي أم دفـــــر : إن زادي حنظــــــــلٌ
والشِــربُ فيـــكِ على الشـذا يترنمُ
.
من أشعار / شرف أحمد عبدالناصر
