خلوةُ الزاهدين ( قيامُ الليل ) :
يا قائمَ اللّيلِ إنّ النّاسَ نُوّامُ
هذا التهجُّدُ نهجٌ فيهِ الهامُ
يا قائماً في ظلام اللّيلِ تذكُرُهُ
وما حدَتكَ بجُنحِ اللّيلِ أحلامُ
في عتمةِ اللّيلِ تقضيها على قدمٍ
لم يَثنِ عزمكَ في ما قُمْتَ آلامُ
أراكَ تزرعُ في أرضٍ عملتَ بها
حتى إذا استحصدتْ واستُدرِك العامُ
حملتَ زاداً وخيرُ الزادِ في عملٍ
يبقى اليكَ وعنكَ الأهلُ قد قاموا
ما كلُّ من عاشَ عُمراً طابَ منهُ جنىً
فإنّما العمرُ ساعاتٌ وأيّامُ
الدًينُ حقّاً قيادُ المؤمنينَ ومَن
ضلّ الطريقَ فهل تُنجيهِ أوهامُ
كم أتعسَ اللهُ أقواماً بِغَيِّهِمُ
وعزَّ بالدّينِ أفرادٌ وأقوامُ
لا تبنِِ داركَ في الدّنيا تُزَيّنُها
وتملأُ الدّارَ في أُخراكَ آثامُ
كذا الحياةُ كسوقٍ فُضَّ قائمها
خذْ ما وقاكَ ودعْ ما فيهِ إيلامُ
وأكرمُ النّاسِ عند اللهِ عبُد تُقىً
وهل سواهُ له في الفحش إكرامُ
الموتُ ضيفٌ سيأتينا بلا نُذُرٍ
ليأخُذَ الرّوحَ ما ردّتهُ أسقامُ
وعندما تُخرجُ الأجداثُ زائرها
للعرضِ يُنصَفُ نُوّامٌ و قُوّامُ
ويفرحونَ وقد جازوا الصّراط إلى
دارِ النّعيمِ وتعلو عندها الهامُ
من يفعلِ الخير يرجُ اللهَ مغفرةً
ما مثلُ جنّاتهِ من بعدُ إنعامُ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق