الأحد، 31 ديسمبر 2017

توأم روحي.... بقلم الأديبة / سوسن إبراهيم

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏2‏ شخصان‏

# توأم روحي....
حياتي أرى فيها نفسي مرآتي.
وقفت ونظرت تتأمل الحائط المغطى بالمرآة أحست بالانكسار وتأملت مرآتها متمتمة ..... إنسانة أعرفها....!!!
ما أحلى أن يشعر الإنسان بانسجام ملامحه وودت لو حطمتها لشعورها بتسلطها عليها.
ولكن كيف تحطمها وهي معتادة عليها وترى نفسها فيها شابة مفعمة بالحيوية والنشاط والجمال وهي توأمها وروحها وفخرها.
اتجهت ببصرها ونظرت من النافذة وعينيها تنبثق منها نظرات الخوف من الموت وهي تحب الحياة.
تنكر لشيخوخة جسدها وتتمرد على غضون وجهها الذي حفرها الزمن عليها.
إنها تحتاج إلى انسجام جسدها مع روحها متناغم غير أن المرآه هي العدو الرابض أمامها
كل ما نظرت إليها تضحك وتهزأ منها وتتحداها.....
هي تعيش بداخلها في أعماقها . أحيانا تتمرد عليها ولكنها في النهاية تسلم نفسها إلى الانكسار وتدهور جسدها الثقيل الزاحف للموت تدريجيا .
هذه الغضون التي تحت عينيها قضت على نظرات الدهشة والفرح والسعادة في عينيها.
مرض الشيخوخة الذي بدأ يزحف على جسمها تمقته لأنه يتحداها تصارعه ولكن من يهزم قانون الحياة.
نظرت إلى مرآتها بانكسار وضربات قلبها اللاهثة وعيونها الذابلة مصباح انطفأ وتلاشى وهجه.
وبدأت تشعر أن جزء من جسمها بدأ يموت وهذا الجزء كان نضرا مفعما بالحياة.
فكيف يعيش الحياة والموت معا.... ؟؟؟
علاقة الإنسان بجسده وروحه ينبغي أن يسودها نوع من الصداقة والحميمية حتى لو شاخ الجسد واهترأ وضعف .
الشيخوخة لا تعني جنوحا مطلقا وحياة مطلقة ....
يفر الإنسان من ضعفه وشيخوخته لكن الهروب لا يدوم طويلا فهي لحظات يعقبها انكماش وانكسار .
فتلك المرآة تقهقه منتصرة ساخرة ...
نظرت إليها تريد تحطيمها ولكن توقفت آخر لحظة كيف تحطم أجمل ذكرياتها ولحظات حلمها معها.
رفضت لسقوط الشيخوخة المفاجئ ورفضت لهذا الشعور القهر والضعف الذي خبأه لها الزمن وانتصار المرآة أمامها.....

# بقلمي سوسن إبراهيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

{{ سجال بعنوان الهجر }} ...بين الشاعر / إيهاب طه و الشاعرة / سماح نبيل

  {{ سجال  بعنوان الهجر }}  ...بين الشاعر /  إيهاب طه  و الشاعرة /  سماح نبيل   و الذي أقيم بمجلة نبض القلوب الالكترونية مساء يو...