الأحد، 31 ديسمبر 2017

الدراسة النقدية لنص ( همسة حب } للشاعرة القديرة أ ( نجاة عيوش ) ..... بقلم الشاعر / رفعت محمد بروبي

الأحد 31 ديسمبر 2017م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(دراستنا النقدية ) لنص الشاعرة القديرة أ ( نجاة عيوش ) .
ابنة ــ مجلة (نبض القلوب الالكترونيه للشعر والادب العربى ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( همسة حب...) شعر / نجاة عيوش .
ـــــــــــــــــــــــــ
... وأغرق في سحر عينيك.. !!
لعينيك سحر خاص...عندما أنظر إليك أقرأ ملايين الصفحات...
همسات عاشقة وخيالات...!!
وأرسم من درر الحب المكنون آلاف اللوحات..
ففي دفء نسائمهما تتلاشى الآهات..
وفي مرمى سهامهما تتصارع كل اللحظات..
ترمقني...فأضيع كلما تبادلنا النظرات،
وأغرق في سحر عينيك..!!!
أعشق صورتي ..ألمحها مملوءة بها أحداقك.. وتعانقني بشغفٍ مقلتاك.
لمحة الشوق تنادي الوعد على أطراف
محياك...أين قلبي من تلك النظرات... أسمعُ صوتَ الحبِ ترسمه شفتاك عندما تهمس أهدابي... خذني إليك..!!
فيتناثر عمري ذرات...
أغرق ...وأغرق في ضوء عينيك...
في عالم إختزلَ العمرَ لديك...
حطمّتُ قوارب النجاة... وعشقت الموتَ هناك..!!
حيث يُكفنني جفناك ..وكلما رمشت عيناك ..سأعود للحياة..
بقلمي نجاةعيوش(لبنان)
===============================
بادئ ذ ى بدء، اعجبنى هذا النص الراقة لشاعرة بمنتهى الرقى والنبوغ البلاغى وهى استاذتى (نجاة عيوش ) فقررت عمل دراسة نقدية تليق ورقيه وجمالياته الثرة والثرية.
بداية : شاعرتى القديرة ، هى أبياتك التى اتسمت بالرقى البلاغى والنبوغ اللغوى المتشح بمشاعرك الراقية التى هيأت روحك لصياغة هذه الرائعة الراقية والتى من استحسنتها للغاية ، لو ماقرأت سوى هذه الأبيات السابقة ، لحكمت بشاعريتك شاعرتنا القديرة الانسانه الخلوقة المفوّهة ( نجاة هانم علوش ) ، نلاحظ ايضا احتواء النص على عدة صور(اغرق بين سحر عينيك ) ، ( ارسم من درر الحب ) ، ( مخبوءة بها احداقك ) وكلها صور جماليا مبهرة ولجت لأكثر من معنى ، سون نتناوله
بدراسة نقدية من خلال ( المنهج النقدى البحثى ) لنلقى الضوء على محتواه البلاغى عامة ، فالشاعرة بدأت تشملها رغبتها الملحة ، والحتمية فى (ابتعاث الأمل المفقدود) بدأت نصك ب (اغرق بين سحر عينيك ) ، هونداء العاشقة ، والمتشح لهفة وشوقا ، يذكرنى بقول الشاعر ( فيه نداءرحيم الدفء محتشد / يذوب فى لفحة اللقيا وينسكب ) هو انسكاب الشوق من خلال حروف العاشقة تبثها بأمل اللقاء الجميل ، من خالال اسلوبها البلاغى المبهر إبهار معانيك المغرقة فى ـ أسمى/ أرقى/ أعذب الرومانسيات ، حملتها لنا نسمات نصها الرائع ، و هى عذوبة البوح ورصانة المفردة الشعرية ، وهو الحب الذى يسكر القلوب لتبوح بأجودوأروع الحروف ، وهى التى تعيدنى لقول الشاعر العربى الكبير ( الزير سالم ) ( سكرنا لوم نشرب من الخمر جرعة // ولكن أحاديث الغرام هى الخمر ) ، أيضا بهذا المضمار النقدى ، لدينا الشاعر الجاهلى (امرؤ القيس ) وهو معروف بيننا جميعا بالطبع ، ومعنى هذا الاسم (أى رجل الشدة ) وهو الذى تم تصنيفه بالوعورة والشدة ، حتى أن (الأصمعى ) الشاعر المعروف وصاحب رائعته (صوت صفير البلبل ) ، قال عنه ( امرؤ القيس إذا ركب ،،، و (الأعشى ) إذا طرب ،،، و (زهير بن ابى سلمى ) اذا رغب ) ، هذا الشاعر مثلاوالذى لقبه سيدنا محمد (صلعم ) ب (الملك الضليل ) ، هو صاحب مدرسة (الوقوف على الاطلال ) وله معلقته المعروفة بيننا جميعا والمستهلة بقوله :
(قفا نبك من ذكر ى حبيب ومنزل ،، بسقط اللؤى بين الدخول وحومل) .كما أن مجمل معانى البيت الشعرى حسب قول شاعرتنا الاستاذه ( نجاة )( أضيع كلما تبادلنا النظرات ) اقترب كثيرا من بوح الشاعر المصرى الكبير (محمد التهامى ) فى معرض حديثه عن الحب الصادق والمتوهج ( فيه حنان رحيم الدفء محتشد // يذوب فى لفحة اللقيا وينشكب / تطوىالشراع وتددنو فى ملامسة // ينسى الحيارى لديها،، أنهم تعبوا ) هى معاناة الحب ولوعة العشق ،وهى التى جعلت الشاعر العربى الكبير ( قيس بن الملوح ) جعلته (يتمنى ) زيادة عذاب حبيبته له ، حتى يقف أمامها (يوم الحساب ) كثيرا ، ليمتع نفسه بالنظر لها ، بقوله ( إن كان يحلو لك قتلى // فزيدى من الهجر والعذاب // عسى الله أن يطيل الوقوف / بينى وبينك ،، يوم الحساب )أىعشق هذا الذى يتملك صاحبه !! كذلك قول الشاعرة ( طيف) بنصها (فى دفئ نسائمهما تتلاشىالآهات ) ) ، هو الحب المنزه عن كل شائبة ، والذى يدفع الحبيب للذوبان بذات المحبوبة ،( وهو الحب الذى دعا شاعرنا العربى الكبير( الحصرى القيروانى ) للقول (يامن جحدت عيناه دمى// وعلى خديه تورّده // خداك قد اعترفا بدمى // فعلام جفونك تجحده ؟ صنم للفتنة منتصبا / أهواه ،، ولا أتعبّده ) ، وهوذات العشق الذى دعاالشاعر الكبير ( ابو فراس الحمدانى ) ليقول بمعرض قصيدته ذائعة الصيت ( أراك عصى الدمع ) بقوله ( يكاد يضيئ النار بين جوانحى// إذاهى أذكتها الصبابة والفكر ) هى صبابة العشاق ، وفكر المتعبين فىالغرام ،وهو ذات الحب الذى ـ أبكى ـ شاعرنا العربى ـ العراقى الكبير (أبو نواس) فقال ( لسانى وقلبى يكتمان هواكموا //لكن دمعى بالهوى يتكلّم ) كذلك قول شاعرتناالراقية ( ) اسمع صوت الحب ترسله شفتاك ) وكذلك قولها ( لعينيك سحر خاص ) الشاعرة (نجاة هانم ) هنا ، تذكرنى بالحب الصادق لشاعرنا المصرى ـالعربى الكبير (فاروق جويده ) وقوله ( لو ان (ابليس ) يوما رآك // لقبّل عينيك ،، ثم اهتدى ) وايضا قول الشاعر العربى الكبير( نزار قبانى ) رائد الغزل والحب بعالمنا العربى ، وقوله ( عيناك وتبغك وكحولك/والقدح العاشر أعيانى // وأنا فى المقعد محترق // نيرانى تأكل نيرانى // أأقول أحبك ياعمرى ؟؟اهِ لو كان بإمكانى //فأنا انسان مفقود / لااعرف فى الارض مكانى ) هو الحب صانع المعجزات ،كما غلّفت شاعرتنا قصيدتها بالكثير من الشجن والقريب من (البكائيات ) بقولها بنصهاالراقى ( هيا كى تبعث لى املا //ليشق غياهب ظلماتى // وتحن علّى بلمسات //فتداوي كل جراحاتى ) هو احساس المحبوب بظلم الحبيب ورغبته فى تجاوزهذاالظلم ، ومغبة الفراق ،وولوعة العشق ، بما يعيدنى لقول الشاعر العربى الكبير( ابو القاسم بن مسعود / الملقب {ابن هانئ} والقائل(قال تظلّم منا الحب والحب ظالم !! فهل بين ظلامين قاضى ، وحاكم ) ، ويحضرناهنا ايضا بوح الشاعرة (ارسم من درر الحب آلاف اللوحات ) ) لهو الحب الصادق وأمنيات العاشقة بتكملة سيرهارفق الحبيب ، وهى التى وثقت بمشاعره ، بما يذكرنى بقول الشاعر الربى الكبير (قيس بن الملوح ) (لقد ثبتت فى القلب منك مودة// كما ثبتت فى الراحتين الاصابع ) وهى التى ايضاتذكرنى بماقاله (فالير )لحبيبته {إليز } بطلة رواية الكاتب الفرنسى الشهير (موليير ) برائعته { البخيل} ، حيث وجه (فالير )حديثه لمحبوبته ( إليز ) قائلا { وكيف لى أن أنساك وقد طالعت مع كوكبك المضيئ روعة الطبيعة الساحرة } حسب (الترجمة الحرفية لهذاالنص ـ والذى تمت مسرحته // رغم أن هذه المسرحية عرضت 9 مرات فقط ) ، لكنها ، ولقوة النص ، ذاع صيته ليرفع من قدر ( مؤلفه /// موليير ) ، وعودة لنص الشاعرة الفاضله ( طيف )حيث نلحظ ايضا ـ قمة تأثرها البالغ بعاطفتها تجاه المحبوب ، ،( فى عالم اختزل الحب لديك )هو الاختزال البلاغى الراقى ، وهوالامتزاج ( الوجدانى وفلسفتها الذاتية )
بما يصنع( مزيجا/ كوكتيلا راقيا ) من اجمل المعانى ،حسبما بكتاب “نصوص النقد الأدبي” عند اليونان ، وعى الأخص ( النقد المنهجى ) وما أورده لنا عن جمهورية أفلاطون وايضا، في كتاب “القوانين” لأفلاطون، وكما طالعنا بترجمة لكوميديا “الضفادع” لأرسطوفانيس، وحسبما ذكره ذكره المؤلف المصرى ( لويس عوض)حيث يشير إلى الاهتمام بطبيعة الشعر ووظيفته مثلما قرأناه شعرا ـ (بملحمتي هوميروس. والإلياذة ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
)( العنصرالبلاغى ) تحلّى اسلوب شاعرتنا البلاغى بقمة (البساطه والتلقائيه) ،رغم قدرتها الفائقة على إتيانها (بأصعب المفردات ) ، لكنها آثرت صياغة نصها بطريقة سلسة تمكن المتلقى من (الفهم السريع )لمحتوى النص (فكرة/ موضوعا/ بلاغة/ حكيا ) كان بإمكانها (تطعيم نصها ) (باللوغاريتمات اللفظيه المعقدة ) كقول الشاعر العربى الكبير :( لصفي الدين الحلى ) موظفا ألفاظه الغريبة ، ليدلّل لنا على (غرابة الالفاظ المعقدة وصعوبة فهمها ، بقوله ( (إنما الحيزبون والدردبيسُ ** والطخا والنقاخ والعلطبيسُ //والغطاريس والشقحطب والصقب // والحربصيص والعيطموسُ والحراجيج والعفنقس والعفلق ** والطرفسان والعطسطوسُ // لغةٌ تنفر المسامع منها ) ولكن على النقيض جاءت لغة شاعرتنا حيث اتسمت بالتلقائية والبساطة تيسيراعلى القارئ ، كقول الشاعرة ((نجاة هانم ) الرائع ( اسمع صوت الحب تر سمه شفتاك عندما تهمس أهدابى خذنى إليك )، وسحر الكلمة الشاعرية الرقيقة والجميلة ، هى حروف مابها (التباس / أوتماثل / أو تشابه ) وهو مايحسب (ايجابا )لشاعرتنا المجيدة ، فالجمع بين ( الدلالات السابقة )هوماقصدته الشاعرة فى(مفردة التشاكل ) ، ولكن بعيدا عن (التأسيس لنوع من اللبس ) و الاصطناع اللفظى ، كما نلحظ بنص الشاعرة (عمق المعنى وشدة الكلمة )فى ابراز ونحت الفكره وتجلّيها أمام المتلقى بحرفية شعرة تحسب ايجابا للشاعرة (طيف ) ،من خلال تعبيراتها وقيامها (برأب الصدع الوجانى) فما شعرنا بنصها أية فجوات (بين المعانى) بل تسلسلت المعانى ببساطة وفى ( أطر منطقية) فرضهاالاسلوب البلاغى للشاعرة لتتوالى تعابيرها سلسة رقراقة متصلة متواصلة وبتتابع واضح وفى (سيمتريه ) مموسقة ، تنضح بموسيقى النص الداخليه والتى ظهرت لنا كثيرابنصها كقولها ( ارسم ، فى دفئ عينيك /// اعشق صورتى //اغرق فى سحر // ألمحها مملوءة ///تعانقنى بشغف ِِ ))) ) ، شاعرتنا اتشحت بروح الأمل وتجديد عهدها على الحب واللقاء ،هى أخلاق الشعراء،أخلاق الفنان ، هو الشعر للشعر ، ومن أجل معانيه ، وهومايعيدنا لسؤال ( الدكتور إحسان عباس:/ الناقد الأدبى - الكبير-والمعروف )ما معنى الفن للفن أو الشعر للشعر؟ والذى أجاب عنه -بقوله: معناه: (إن التجربة غاية في ذاتها، والوجود الطبيعي للشعر أن يكون عالمًا في ذاته، ولكي نسيطر عليه لا بد من أن ندخل ذلك العالم ونخضع لقوانينه ، ايضا،. أكد - ذلك وجود نظرية (ا(((((((لآداب الآيديولوجية))))))، باعتبار ان كل مبدع يوظف أدبه لصالحه فكرة نصه . ثم تستمر شاعرتنا فى بوحها المغرق فى اسمى رومانسيات عذبه ورقيقة ، بقولها (هيا كى نختم قصتنا ) هو الأمل الكامن بعقل وفكر ووجدان الشاعرة ، فهى تعد العدة لعودة الحبيب ، تمنيه بكل ماهو حلو ، حيث ستكتب حرفه منسوجا بضوء النجوم ، بسماء حياتها كى يشع نورا ، ينير لها طريقها لقلبه ، وهويذكرنى ببوح الشاعر السعودى الكبير( الامر عبد الله الفيصل ) برائعته ( من أجل عينيك ) وقوله الجميل ( ملأت لى درب الهوى بهجة // كالنور ، فى وجنة صبح ندى/ وكنت ان احسسست بى شقوة - تبكى كطفل خائف مجهد )،هى حروف شاعرتنا الفاضله ( نجاة هانم عيوش ) والتى تجعلننا نستدعى حروف فطاحل الشعراء،ونتمثل أقوالهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*( التلازميات ) عج النص بالكثير من التلازميات المبهرة كقول شاعرتنا ( نجاة هانم) ( سحر العينين
// هسات عاشقه ////قوارب / نجاة /// عيون // احداق أ)هذه التلازميات أضفت (مناخا تقاربيا ) بين (الكلمات ) بطريقة (صحية ) خلعت على النص صفة (التميز اللفظى ) فزادته تميزا وتفردا وبلاغة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*( التضادات ) حفل النص بكم رائع من التضادات تمثلت بقول شاعرتنا ( الموت/ الحياه ) ، ( أغرق / نجاة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* (توظيف الافعال) اتكأت الشاعرىعلى (فعل المضارع ) (تتلاشى ) ، ( تتصارع ) و ( ترمقنى ) و ( يكفننى ) و ( تعانقنى ) )كل هذا يدل على (ديمومة الحدث واستمراريته ) بما انسحب (ايجابا) على الصياغة العامة للنص ( فمنحته الحياة والواقعية ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*( مختتم ) لقد ابدعت شاعرتنا الفاضله الاستاذه( نجاة عيوش ) بنصهاالمغرق فى أسمى وأبهى وأعذب رومانسيات اتشحت بجمالياتها اللغوية والبلاغية مسقطة قوة وجذالة حروفها على ( المعنى العام للنص) بماأكسبه (قوة/ رصانة/ وروعة / وخيالا خصبا للغايه ) لاحرمنا الله بوحك الصادق ومشاعرك الرقيقة شاعرتنا القديرة والمتميزة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

{{ سجال بعنوان الهجر }} ...بين الشاعر / إيهاب طه و الشاعرة / سماح نبيل

  {{ سجال  بعنوان الهجر }}  ...بين الشاعر /  إيهاب طه  و الشاعرة /  سماح نبيل   و الذي أقيم بمجلة نبض القلوب الالكترونية مساء يو...