وفاءُ المغترب ......... بقلم الشاعرة المبدعة / زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

وفاءُ المغترب ______البحر الكامل المقطوع

قد عادَ للأوطانِ شبلٌ تائهٌ ___أكلَ المُرارَ وملَّهُ التِّجوالُ

وبشائرُ الأحياءِ توقِظُ غافياً ___ والعودُ أحمدُ والسُّنونُ طوالُ

وتهلُّ أفراحٌ وتلكَ وليمةٌ ___ جمعت صحاباً وانتشت أجيالُ

هذاالَّذي قد جاءَ حطَّ رحالَهُ ___ بالأهلِ لا سفرٌ ولا إقبالُ

حتَّى يُحضِّرَ ما يراهُ ملائماً ___ ولحالجةٍ فيها لهُ الإبلالُ

إنَّ الزَّواجَ لنصفُ دينٍ بُرتجى ___والحِلُّ في شرعٍ علا إجلالُ

ذاكَ العطاءُ من الإلهِ تفضَّلٌ ___ والحمدُ من قلبِ الهنا هطَّالُ

والشَوقُ حرَّكَ في البعادِ مُواعِداً___لم تثنِهِ عن وعدِهِ الأهوالُ

فالقلبُ في وطنٍ بعيدٍ يقتضي ___عوداً... وبعدَ العودِ لا إقفالُ

هو قادِمٌ والبحرُ في أعماقِهِ ___شكٌّ تُصارِعُ موجَهُ الآمالُ

حبٌّ وشوقٌ والحياةُ قصيرةٌ ___سفرٌ وإعياءٌ لهُ الإشغالُ

والوعدُ حقٌّ والوفاءُ نصيرُهُ ___ذاكَ انتظارٌ.. والهمومُ تُزالُ

فقدَ الحنان بموتِ أُمٍّ قضَّها ___ لا يأسَ من عودٍ بِهِ الإمهالُ

قد كانَ يحلُمُ أن يردَّ جميلها___ والآنَ ، من دونِ اللِّقاءِ جبالُ

قد زارَ قبراً لا يرى أثراً لها ___ والدَّمعُ مِن قلبِ الجوى ينثالُ

من طينةِ الأوطانِ خُذ لكَ صاحِباً ___في غُربةٍ قد يرتَعُ الأنذالُ

هذي وصيَّتُها ولستُ مُضَيِّعاً ___ما كانَ يرضيها ولا إغفالُ

أختارُ من وطني الحبيبِ شريكةً ___واللهُ يجمعُ من لهم أمثالُ

يا ربِّ قرِّب بينَ كُلِّ أحبَّةٍ ___ أسعد قلوباً والوفاءُ نوالُ

صلَّى الإلهُ على الوفيِّ محمَّدٍ ___ فالحبُّ غيثٌ والقلوبُ قلالُ

صلُّوا عليهِ وسلِّموا وتزوَّدوا ___ من سُنَّةٍ .. والذِكرُ فيهِ كمالُ

عدد الَّذينَ تفرَّقوا وتجمَّعوا ___ من كُلِّ قطرٍوانتهى التِّرحالُ

الخميس 6 صفر 1439 ه

26 أُكتوبر 2017 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام