الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

لنتعلم .. حياة شاعر .... بقلم الشاعر المبدع / غازي أحمد خلف

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏قبعة‏‏‏
لنتعلم .. حياة شاعر قصة من واقع مرارة الحياة لنقرأ أخوتي أخواتي ولا يَتَمَلَكُنا المللْ .. ???? 
كانَ شابٌ يعيشُ في أسرةٍ مَكْفوفةٍ مَسُتورةٍ منَ اللهِ عَزَّ وَجَلْ وَكانَ هذا الشابُ مَوهـوباً مِنَ اللهِ عَزَّ شأنهُ وعَليَّ قَدْرَهُ وهو في الصَفِ الثاني الإعدادي كانَ لا يَمْلُكُ كِتاباً لِلْنُصوصْ وَطُلِبَ منهُ في المذاكرةِ كِتابَةِ خَمْسَةِ أبياتٍ مِنَ الشِعْرِ لأحدِ الشعراءْ فَكَتَبَ الطالبْ خمسةَ أبياتٍ مِنْ مَوهِبَتهِ التي وَهَبَهُ إياها الله عَزَّ وَجَلْ وَكانَتْ هذه الأبياتْ منثورةٌ من أعماقهِ وصدقهِ وهي بعنوان ...
 الشاعرُ المجروحْ 
تُطارِني الشـَـــــدائِدُ كُلَّ يَــومٍ
وَتَنَهَشُني الوحــوشُ بلا هــوانٍ
تُشارِكُني الجَـوِارِحُ في طَعـامي
وَتَجْــرَحُني أظافِــرُها الْلِّئـــامِ
فيا دُنْيا كَفاني الدَهْـــرَ ظُلْمــاً
فَإنَّ الدَهْــــرَ مُظْــــلامٌ مُهينُ
أرى الدنيـا تُخالِفُنـي خِصـاصـاً
وَتَنْهـالُ السُــيوفُ عَلَيَّ ضَـرباً
كَفـى ألَمــاً فَيـا دُنْيـــا كَفــاني
عَهِدْتُ الناسَ مِنْ صِغْري حِســانُ
وبعدَ أيامٍ طَلبهُ مُــديرُ المَدْرَسَـةِ
وكانَ هو مُـدَرسْ مــادةِ اللغــةِ العربيةِ فامْتثلَ أمامهُ الطالبُ المَوْهوبْ فَقالَ لهُ مُديرُ المدرسةِ وَمُدَرِسُ اللغةِ العربيةِ ياغازي ياهذا الأفضلُ لكَ أنْ تحفظَ ماكانَ مقررٌ لكَ في كِتابِ النصوصْ وأنْ تحفظَ الأبياتَ المقررةَ لكَ ولا تَكْتُبْ لي أبياتٌ لشاعرٍ جاهلي فبكى الطالبُ وقالَ سَيدي هلْ هذه الأبياتُ لشاعرٍ مَعْروفْ فقالَ لهُ استاذهُ أخرسْ فبكى الطالب غازي مرةً أخرى مُتَألِماً وَطَفَرَ الدَمْعُ مِنْ عَيْنَيْهِ وكأنهُ قَدْ جُرِحَ جُرْحاً عميقاً فقالَ له الاستاذ مابكَ لِمَ تَبْكي أيها الشاعر المتخفي غازي فقالَ الطالبُ هذهِ الأبياتُ لي وأنا مَنْ نَسَجَها مِنْ خَيالهِ وَمِنْ مُعاناتِهِ وآلامِهِ فاسْتَغْرَبَ المُعَلمْ وَقال لَهُ اجْلُسْ على طاولتي وانْسُجْ ليَ خَمْسَةَ أبياتٍ أخرى وإنْ نَسَجْتها لكَ مني مُكافأةً لا تَحْلَمُ بِها وَلَكَ تَكْريمٌ يَليقُ بأحمدْ شوقي المولود منْ رَحْمِ الرَحى مخلوقْ تَفَضَلْ أيها الشاعرُ الموهوبْ فقالَ لهُ الطالبِ وكانَ اسمهُ الشاعر غازي أحمد خلف
لماذا أجْلسُ على الطاولهِ وأكتبْ أنسجُ لكَ أبياتا مِنْ عقلي ومخيلتي وموهبتي على الملأ فَزُهِلَ المعلمُ وقالَ لي تفضلْ فَنَشَدْتُ لهُ هذهِ الأبياتْ وهي ..
تَكَسَــرَ كاهـلي يَوْماً بِظُلـْمِ الناسْ
وَلَمْ أحتـاجُ في يـَــومٍ إلى سـُقْيـَهْ
سَقَيْتُ كُلَّ مَنْ حَوْلي مِنْ الأصْحابْ
رَوَيْتُ كِبــــارَ النـاسِ والخُــــلانْ
فَجَفَّ بِئْريَ المغمــورُ مِنْ سُـــقْيا
رَمـاني الـدهرُ مِنْ عالٍ إلى خفضِ
شَــدَدْتُ أزري مُكْتَظـاً لِظُلمِ الناسْ
عِندها تَدَخَلَ المعلمُ وقالَ كفى ياغازي وبكى المعلمُ وَضمني إلى صَدْرِهِ .. وفي اليومِ الثاني وفي تحيةِ العلمْ .. حيَّا الطالبْ وأكرَمَهُ أمامْ جميعْ الطلابْ والمدرسينْ وقالَ لهمْ حييو الشاعرْ الموهوبْ غازي وأعطاني جَميعْ الكُتُبْ المدرسيةْ للعامْ الدراسي ووعدني بإعطائي كتبْ الصفِ التاسعِ ولباسْ رياضةْ كاملْ ماركةْ أديداسْ وعلم الجمهورية العربية السورية وخَمسونْ ليرةٍ سوريةٍ ولعلمكُمْ كانَ غرامْ الذهبْ آنَ ذاكْ بخمسة ليراتْ سورية فقط وبعدها هذا الشابْ لمْ يكملْ دراستهُ سوى لِشَهرينْ من الصفِ العاشرِ العِلمي وكانَ في الرياضيات فيساغورس زمانهُ ولكنَّ الأقدارَ حالتْ بينهُ وبينَ دراستهِ بسببْ الفقرْ ومساعدتهِ لوالدهِ بالعيشِ الحلالْ والرغيدْ
هلْ أمتعتكمْ بفصتي الحقيقية
قصة حقيقية بقلم الشاعر غازي أحمد خلف حقائق من التاريخ
البلد : الجمهورية العربية السورية .. حلب الشهباء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

{{ سجال بعنوان الهجر }} ...بين الشاعر / إيهاب طه و الشاعرة / سماح نبيل

  {{ سجال  بعنوان الهجر }}  ...بين الشاعر /  إيهاب طه  و الشاعرة /  سماح نبيل   و الذي أقيم بمجلة نبض القلوب الالكترونية مساء يو...