سألت
سألت عنك شرايين دمائي
التي تشتعل من شوقك نارا هوجاء
سألت عنك نبضا خفيا
نطق باسمك داخل الأحشاء
سألت عنك تلك الصبية الشقية
التي تسكنني وتتهجأ اسمك هجاء
سألت عنك اللهفة التي تسكنني
وتحرق الأرض الخضراء
تملك فؤادي
وتأخذني إلى أرض بذي وادي
وتتركني هائمة في الصحراء
سألت أرضي سمائي
ونجوم الليل التي تتلألأ
مثل الفسيفساء
سألت عنك موج عيني
الذي يتغير لونه
عندما يراك إلى لون الكستناء
سألت عنك طيور حديقتي
لعلها رأتك في غفلة
قد مررت هائما في الفضاء
سألت عنك دفاتري أقلامي
أسراري التي أخفيها كل إخفاء
سألت عنك بلد الجنون
وعتمة الليل وقصائد الشعراء
سألت عنك الصور المعلقة
والمرايا المخفية في ديار الغرباء
سألت الأحلام والخيال
حتى طيفك الذي يكلمني
بكلمات خرساء
سألت الشمس والقمر والريح
والعواصف الهوجاء
سألت بركان شوقك الذي يناديني
يا جميلتي الغيداء
سألت كل أصدقائي
وكل الأعداء
همت الصحاري أفتش عنك
وتلحفت بالليل غطاء
لا أخاف وحوش الفيافي
فمن أجلك أصبح فارسة في البيداء
حتى سراب النهار سألته
عن عيون قاتلة كحلاء
الكل قالوا لم نره
يا سيدة النساء
هل سرقتك حورية البحر
وأصبحت ملكا وأمير الأمراء
أم اختفيت بين طيات السحاب
وسكنت كوكب الزهراء
أين وطنك يا من تقتل برمش
وتقول أنا من الأبرياء
فلأجلك أخوض الحروب وأنتصر
فأنا سيدة لا تخاف الموت
من أجلك فناء
نعيمة رحيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق