* قبل أن
ابدأ التوغل فى نص الليلة أحب التنويه بأن النص لم يأخذ حقه الوافى فى الشرح و
استخراج الجماليات والمكنونات والإبداع والملاحظات بصوره كاملة وذلك لظروف النـــت
...وضيق الوقت الذى داهمنا فعندما تقرأ نقدى فهو ليس كاملا وكما تعودنا وذلك
للظروف السابق ذكرها ......كما أحب أن أشير إلى أن هناك نصوص قويه جدا وتستحق
الدراسة ولكن ربما لعدم الاطلاع عليها أو لطلب التنوع أيضا ..فوجب أن نأتى
بالمتنوع .....تحياتى لكم جميعا وتحياتى للنص المقدم ...وعذرا لأني لم أفيه حقه
الكامل
* الأديب الشاعر
محمد طه مصرى ...له العديد من النصوص والكتابات الراقية ويلفت انتباهك بهدوء
كلماته ودماثتها ورقيها وسهولة معانيها ...وهو أسلوب محبب للقارئ ......اسم النص ....أصداء
الغربة ......عند رأمك للاسم تعلم حقيقة فحو النص والغرض منه .وهو شرح حالة ونفسية
المتغرب عن بلاد وموطنه فالإنسان بطبعه لديه مرض يسمى الإبابة (الحنين إلى الوطن )
أو الحنين إلى المكان الذى نشئ فيه ...وهنا الاسم يدل على ذلك (أصـــــــــــداء
الغربة ) فأصداء هى جمع (صدى ) وهو راجع الصوت ...وهنا أراد الشاعر شئ آخر ولكن هى
تطلق رمز للعائد على الشئ ...فلسان حاله يقول (ماذا هالنا من الغربة وما فائدتها أو
العائد لها .
.................. شرح
النص / يوضح الكاتب مدى معاناته وتأثره بالابتعاد عن الوطن الأم وما أحل به ...بطريقه
يسيره ..فيظهر خلجات النفس ومعاناته مع الذات والاضطرابات الحسيه والذهنية به
وتغلغل الشوق ولهيبه وانشغاله وتفكيره الدؤوب بما يحدث لأرضه فى غيابه ..كما يظهر
أن هذا ليس فى اليقظة فقط ولكن حتى فى نومه وأحلامه ..فذكريات طفولته وفتوته فى
المكان تحدث الأنين وتعاود به إلى شدة الاشتياق إلى أرضه وهو يشير إليها فى نصه (مصر
) كما يوضح الأديب مدى حزنه على البلاد وما ألت إليه ويعاود الذكريات فيذكرنا أو
يذكر نفسه بجمال وبهاء وشموخ مصر فى صورة الأزهر جامع وجامعه وعلمه وفقه وتأثيرها
على البلاد والعباد ..وينهى بالاعتراف بشدة شوقه إلى العودة إلى الأرض لشدة الحنين
.والشوق ..
·
نظره للنص..: النص أتى نثرى
ويسمى (نثر مسجع ) وهى طريقة مستحدثه أدخلت على النثر من الأربعينيات واعتمدت كشعر
نثرى وأحبها واستخدمها الكثير لسهولته فهى تعتمد على القافية أو السجع كما تعتمد
على قوة الكلمة وأهم ما فيها أن يكثر الأديب من الأساليب البلاغية ويعددها حتى يعد
نص شعر نثرى مسجع ........وقد اتبع الأديب هذا فى نص اليوم فأعتمد على وحدة النغمة
القافية ( الياء والنون ) يـــــــــن........ كما استخدم المعانى اليسيرة واعتمد
على وتر الأحاسيس لدى القارئ عن طريق إخراج وتوضيح شعوره الداخلى ....كما أجاد
الشاعر فى استخدام الأساليب البلاغية وان طغى عليها المشاعر (فالشاعر أو الأديب
عادة عندما يكتب لا ينظر إلى الأساليب البلاغية ولكنها تدخل عنوه عن طريق الأحاسيس
..((فقليل جدا من الأدباء من يراعى التنوع عن عمد إلا المتمكن ))...ولكن الشعور
وخاصة إذا كان ما يسطره الشاعر ينبع من قلبه وأحاسيسه تخرج لنا هذا التنوع
الإبداعي الذى يتغلغل فى الكلمات .....فنرى الكاتب استعمل أسلوب القصر (بالتقديم
والتأخير ) فى أول شطر بالنص (أضناني البعاد يكوينى الحنين ) كما اعتمد على تنوع
الأفعال فيبدأ بالماضي للثبوت والرسوخ وتأكيد الحدث (أضناني) ثم يغير إلى المضارع (يكوى)
للدلالة على استمرارية الحدث وتجدده الدائم ثم يستخدم الضمائر المتصلة للتأكيد
والتخصيص ..كما استخدم الاستعارات فالشطر الأول استعار البعاد والحنين وهما شئ
معنوى فصورهما وشخصهما بأنهما الفاعل وهى استعاره تصريحيه .......كما استخدم
الشاعر أسلوب الجمع الأفراد فتارة يجمع كقوله (الليالى .....) لبيان الكثرة ومدى
التأثر والأفراد أتى به أكثره تخصيصى (الفؤاد) لبيان أن الحدث له هو فلا يعلم مدى
تأثر الغير أي إحساس غيره أو ربما أراد أن يظهر مدى معاناته الشخصية وقوة هذه
المعاناة ......يتبع
·
* تابع مظاهر الجمال والأساليب
المستخدمة بالنص ........أسلوب الالتفات واتى بها كما فى ( بملهى الـطـفـولـة
بـبـعــــدٍ يـُبـِين) فيأخذ القارئ من حدث ويعود به إلى الماضي وتأثير الماضي على
الحدث ..(فـأمسي حزين ) التشبيهات فقد تعددت بكثرة وتنوعت فى النص بالتشبيه البليغ
كما فى المثال السابق ...ونرى ..(فـيـضـا تــروح كَـبـَسـمِ الجـنين) التشبيه
المفصل .....وهكذا نرى تعدد التشبيهات ثم (أضـغـاث الليالي تـطـوف الـفـؤاد) نرى
الاستعارة المكنية فقد استعار الأطغاث الليالي والأصل هى الأحلام وصورها بالشيء
المتحرك الذى يجوب القلب وهنا أعطى الاستعارة التمثيل وهذا الشطر من أروع الشطور
فى النص كما نرى الجمع فى كلمة الليالي كنايه عن الكثرة وهنا الكثرة باستمراريتها
على الدوام معه فى الأحلام وجعل القلب ورسمه كالمتلهف المستقبل لما يجوب ويطوف به
أو كالقبلة التى تستقبل من يحوم حولها ويلتف بها ..............وان أخفق فى كلمة (
تطوف) وكان الأجدر أن تكون (تجوب) فالطواف يكون من الخارج وهنا إن أخذنا المعنى
فنجد عدم تأثر الفؤاد أما إن أتت تجوب أو تدخل أو أى معنى له تأثير داخلى كان
الأفضل فتدل على قبول الفؤاد لهذا التوغل ...رأى شخصى .....يتبع ..
·
* تابع .......اعتمد الأديب
أيضا على المجازات اللغوى والمرسل منه بطريقه رائعة ...كما (بملهى الـطـفـولـة
بـبـعــــدٍ يـُبـِين) مجاز عقلى علاقته زمنيه ....(يجتاح الـربـيــع أزهـار
التمني ) هنا الاستعارة المطلقة فقد أتى التشبيه خالى مما يلائم المشبه أو المشبه
به فقد استخدم الاجتياح الحسى للربيع المعنوى وأضاف التمنى للأزهار ومن هنا أتى
التشبيه خالى مما يلائم ويسمى استعاره مطلقه ....وقد استخدم الشاعر أساليب متعددة
كأسلوب التوكيد وعدده تارة باللفظ أو الاداه أو الضمائر المتصلة والمنفصلة
واستخدام الحروف (قد) وغيرها وكما ذكرنا استخدم أساليب القصر بأنواعها .....
·
* .والنص بالفعل به قوه أدبيه
فى الكلمات التى تعج به والمفردات الرائعة والتناغم وقوة الموضوع الذى يشغل الكثير
وهو الغـــــــــــــــــــــــربة ) وتأثيرها على الفرد ...وان لم يلتفت إلى
تأثيرها على الغيـــر ) ....وقد كان من الواجب أن يعطيها ولو لمحه فيكتمل الموضوع ..إلا
إذا كان الشاعر يخصص لكل حدث بذاته فيفرد لها نص آخر ...كما تلاحظ (يسقيني
لهـيـبـا يحمي لي الوتين) هذا الشطر وان اتى الضمير (لى ) تخصيصى ولكنه غير مؤثر
وكان الأفضل حذفه لإعطاء التناغم الأعمق والأقوى ( يسقيني لهـيـبـا يحمي الوتين)
....وبعض الملاحظات التى لم تغير فى الشكل والأداء ولم تقلل من قوة النص وجزالة ...فحقا
هو نص رائع أجاد الشاعر فيه واخلص وأبدع بما أظهره من تجليات المشاعر والأحاسيس .....شكرا
لك أستاذنا والى مزيد من الإبداع والرقى .
·
عبد الرحمن بكرى
أصــداء الغـربـة .... بقلم / محمد طه عبد الفتاح
أضناني الـبـعـــاد يكويني الحنين
يسقيني لهـيـبـا
يحمي لي الوتين
أضـغـاث الليالي تـطـوف الـفـؤاد
تُصلِينِي
حـريـقـا يـَغـزُوني دفـين
فمصر الـعــــلاء طــواهـا البعـاد
يأسـرني هـواهـا
يأخذني سخين
تدنيني الـثـريــا لدفء اخـتـيالي
بملهى
الـطـفـولـة بـبـعــــدٍ يـُبـِين
عـطـر أطـــل حــثــيـثـا لـقـلـبـي
يحـمـلـنـي
حـفـيـفـا لنهـرٍ و طين
بـسـتـانا تَأَبَّي
يـزيــــد انفعـالي .
يـضـحِي رواءً يـطـوي الـسـنين
سيل
دمـــــوعي بِـعِـيــدٍ يَجِيء
يُزكيني اشـتياقي
فـأمسي حزين
هيهات يـغـفـو حــريق اشتعالي
قـد زاد وجـــدي فحـبي رصـين
أيامــا أدور بـفـلك الـــريــــــاح
أسـقـي
الأمــاني أحـلام اليقين
يجتاح الـربـيــع أزهـار التمني .
فـيـضـا تــروح كَـبـَسـمِ الجـنين
يغــزوني المحيا لمصر الأمــان
وصل العـروبة مصباح
الجبين
أزهرها الشموخ نصير الوجود
عـِلمُ الشـريعة مـِرســاة السفين
مَــأوَي الخَـلائِـقِ مـن كل فَـــجٍ
عـشـقـا تخـلـد
يـقـصـده العـرين
يا مـصــــر إني أتــوق لحـضــن
يحـملني بـشــوقٍ
و رِفـق و لين
يا مـصــر حـبـي طـيـب اكتحالي
بـُـــرءٌ
لـعـيـني شــفـــاف يــزيـن
محمد طه عبد الفتاح / مصر / دمياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق