القابض على الجمر
============
لم تترك الدنيا قاصي أو داني
إلا ورأى منها ألم من الحالِ
هكذا الدهر لا يبقى لأحدٍ
ولم ينجوا أحد من قهر الرجالِ
كأننا فى سباق خيل ولا ندري
إلى متى يكون الأمل بلا وصالِ
نظن الحياة مليئة بالجمال
هكذا فقط نراه فى الخيالِ
كم أتعبنا القهر بكل شيء
حتى أصبحت السعادة من الأطلالِ
كأن الموت لن يأتي أبدا
ورغد العيش فى جمعِ المالِ
غدا يصلى عليك بدمع عينٍ
ولن تعود ولو كان الدمع كالجبالِ
مدفون فى تراب مثوى لك
ولو كنت من أصحاب الملك والجلالِ
لا عاصم اليوم من أمر الله
فطب نفسك الآن تفوز بالجمالِ
دار غير دارك أنت واردها
فلا تمنع صدقة فى جنح الليالي
فهمت كتاب الله أم أنك
لازلت تنعم فى غرور المعالي
نحن الغرباء وهذا قدرٌ
فكل غريب الآن غدا من الغوالي
لا تنظر لأحد واترك شنئان قوم
كلا يأتيه يوم القيامة فردا بلا نعالِ
الدنيا وعاء خمر لكل غافلٍ
فلا تنتظر من الخمر صدق المقالِ
إقبض على جمرِ الدنيا ولا تخشي
ماذا تأخذ الريح من أعالي الجبالِ
قم بكل فرض من الإلهِ فربما
تصرخ غدا ،وتكن عودتك من المحالِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق