الخميس، 19 أكتوبر 2017

{{ زمان يا حب }} ... بقلم / ا.د/ محمد موسى

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏


♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠
♠ ♠ ♠ زمان يا حب ♠ ♠ ♠
♠ ♠ فجأة أغلقت بيتها عليها ، لتكتشف لأول مرة أنها أصبحت وحيدة ، وبعد 36 سنة رفقة ، والآن هي وحيدة ، بعد أن رحل شريك حياتها الذي عرفت معه لأول مرة ، الشوق للحبيب وانتظار الرفيق ، والذي عَرفها على أنُوثتها التي كانت تخشى الاقتراب منها قبل زواجها ، هكذا تربت على منطق العيب والحرام ، وأول شئ فعلته بعد أن أغلقت عليها البيت ، أن أسرعت الي صورته المعلقة ، وتزين المكان وقفت أمامها وأخذت تتذكر ، أول يومٍ دخل بيت أبيها يطلبها للزواج ، كانت لا تعرفه ولكنها لما رأته دق في صدرها قلبها بسرعة خائفة أو عاشقة أو حتى متلهفة ، كان عمرها قد تعدى الثلاثين بأربعة سنوات ، ولم تتزوج بل ولم تدخل دنيا العشاق بعد ، كانت تعرف عن الحب كما يعرف الجائع الفقير عن الجميل من الطعام ، وفجأة وجدت نفسها أمام رجل ذات شكل ومركز اجتماعي رائع ، مثقف و منسق في ثيابه وألوانه ، عمره يقترب من عمرها وقد تكبره بشهور ، لم يستغرق الأمر إلا أياماً وزُفت إليه ، كان أول شئ فعله معها يوم أن دخلت بيته عروس ، هو أن يصليا معاً لله شكراً وطلباً للبركة لهذا الزواج ، وبعد الصلاة جلسا معاً ولم يبدلا ثيابهم بعد ، ودار هذا الحوار منه لها ، قال نحن لم نمر بمرحلة حب وخطوبه كما نسمع في العادة ، لذلك لابد من الاتفاق على ثوابت في بداية حياتنا أن الزواج بيننا هو شركة ، لكل منا له 50% من أسمها ، ولكن حق الإدارة لي أنا وحدي ، أي في القرارات المصيرية لحياتنا نتناقش بهدوء ولكن في النهاية يكون القرار لي أنا ، اتفقا معاً بعد أن رأت هي أن حياتها تبدأ الآن مع رجل ليست من مفردات لغته الظلم ، ابتسمت له وبدأت حياتهما ، حقق لها ما تتمناه كل أنثى وأصبحت أماً ، وعاشت معه حياة مثل حياة كل الأسر المصرية ، وكبر الأبناء وتزوجا بعد أن تعلما أحسن تعليم وتقلد كل منهما مركزاً اجتماعيا مرموقاً ، وأنجبا وتعلما من أبيهما أن الظلم ظلمات ، والكريم هو من يكرم زوجته ، وكانت سعادته عندما يأتيا بأبنائهما كل أسبوع ليقضيا اليوم هما وزوجاتهما مع الأبوين ، ومضت الأيام ومرض الزوج فجمع أبناءه وأوصاهما على زوجته أمهما وأن يأخذها الابن الأكبر لتعيش معه في فيلته ، والتي أشتراها له الأب ليتزوج فيها كما اشترى للابن الأصغر أيضاً فيلا وتزوج فيها ، حتى يتساويان وطلب منهما بعد أن يرحل أن يظل البيت مفتوح ، وإذا أرادت الأم العودة إلي البيت لا تترك وحدها ، بل يأتي أحدهما وأولاده وزوجته ليظلوا معها طالما هي تريد البقاء في بيتها ، ورحل بلا ضجيج كما عاش معها بلا ضجيج ، وترك لهما ثروة بعد أن عاشوا في بحبوحة ، وفجأة بكت عندما كان في السرير وقليل الحركة، ، وتقول له أنا وحدي لماذا لا تأتي معي إلي النادي فهناك الرجال في نفس سنك ، يعتذر لها ويقول سعادتي أن أظل في السرير ، فتغضب في نفسها بدون أن تنظر له ، وتتصل بصديقة لها ويذهبا إلي النادي ، وكانت تظن أن بعد رحيله ستكون أكثر حرية في الدخول والخروج ، ولكن لا تعرف ما الذي حدث لها ، رحل هو ورحلت معه كل ما يربطها بالحياة ، أصبحت قليلة التحدث في التليفون بعد أن كان هو وسيلة إتصالها بالناس ، حتى النادي لم تعد تشتاق الذهاب إليه كما كانت قبلاً ، والأبناء يرجونها أن تأتي لتمكث مع أيهما ولو يومين ، إلا أنها كانت ترجوهما أن يتركونها وحدها ، فإذا قال أحدهما لها هذه وصية بابا كانت تقول بابا معي في كل مكان في البيت هو يؤنس وحدتي ، ولا أريد البعد عنه وعن أنفاسه التي تتردد في البيت ، وظلت تقول لنفسها كم أنتَ وحشتني وأشتاق لصوتك ، حتى إني أشتاق لظلك ، لو أعلم أن برحيله سوف ترحل الدنيا عني ، لتمنيت منه ألا يرحل قبل رحيلي ، ثم تستغفر الله ، وتواصل قراءة القرآن الكريم لتهب لروحه ما تقرأ.

 ♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

{{ سجال بعنوان الهجر }} ...بين الشاعر / إيهاب طه و الشاعرة / سماح نبيل

  {{ سجال  بعنوان الهجر }}  ...بين الشاعر /  إيهاب طه  و الشاعرة /  سماح نبيل   و الذي أقيم بمجلة نبض القلوب الالكترونية مساء يو...